محمد عصام زغلول محمد عصام زغلول

بعد العيد!!

العيد، وماأدراك ماالعيد، موسم من السعادة، كل حسب رؤيته، فالأطفال يشترون الثياب ويلعبون، والنساء يجتمعون ويسمرون، والرجال في البيوت نائمون، لكن ماأستغربه حقاً، أن الفترة التي تسبق العيد، تعتبرها جميع فئات المجتمع فترة نشاط كلي، أي موسم جد ربح وعمل، ربما تدر عليهم الأرباح مالاتدره السنة كلها، فالذي أستغربه أن فترة النشاط هذه تعتزلها فئة واحدة، هي فئة الموظفين، فالموظف يعتبر العشرة أيام التي تسبق العيد هي فترة عطلة إجبارية، فلا تمر بدائرة وترى فيها موظفاً يريد أن يعمل، وليس لديهم إلا جواب واحد: بعد العيد!

إضبارة، ملف، فاتورة، توقيع، مهم، غير مهم.... بعد العيد!
وقد دخلت مركز خدمة كهرباء منطقة اليرموك، وصعدت الطابق الثاني لدفع الفاتورة وسعدت إذ لم أر كعادتي صراخاً أو ازدحاماً، فقلت لعلها أخلاق رمضانية، ولكن لم أجد وراء الكوات العديدة إلا رجلاً واحداً مطأطئ الرأس، مهمته أن يقول ـ مهما كان السؤال الموجه إليه: بعد العيد.. فتقول: يا أستاذ! بقي للعيد عشرة أيام، لايجيب، انتهى! مهمته انتهت! قال: بعد العيد وإن أكثرت وألححت فإنك ستسمع كلاماً لن يعجبك من ذلك الموظف الذي لايعتبر المواطن أمامه إلا ذبابة يقول لها كش!
فيا سيادة مسؤول الكهرباء بدمشق: مع الاحترام والتقدير هل ستدفع بدلاً عنا غرامة التأخير على الفاتورة، أم تقول لنا كش.

معلومات إضافية

العدد رقم:
284