مبنى بلدية « القطيفة» يلتهم الحديقة!!
اغتصبوا جمالها الرباني.. بنوا مكانها أبنية إسمنتية.. فهل كانوا يتصورون أنها ستنمو روحا وحبا.. وتنمو حرية؟؟
مدينة القطيفة ماتزال إلى اليوم تعاني من مرض مزمن لا شفاء منه يأتي ويروح مع كل مسؤول يتبوأ مقاليد شؤونها من أدنى رتبة حتى أفخمها، وهو داء الـ (....)؟؟
مؤخراً، وانطلاقا من الشعار الذي راح يدعيه كل من هب ودب «عملية التطوير والتحديث ومسايرة العصر» قام رئيس بلدية القطيفة الحالي برفع طلب للسماح بإعادة بناء (بلديته) بناء حضاريا على أرض الحديقة الغناء التي يزيد عمرها عن خمسة عشر عاماً!! وقد عاد هذا الطلب ممهوراً بالموافقة، وجرى الشروع بالتنفيذ، مع العلم أن البلدية القديمة جيدة وواسعة وبناؤها جميل وأثري!
عدا عن ذلك كان هناك اتساع بين البناء المجاور للبلدية وبين مبنى البلدية يسمح بإضافة ملحق، لكن سبحان الله.. الأخ لا يرضى وهو على كرسيه الجديد أن يكون مروره مرور الكرام، فلابد أن يكون له مكتب فخم ومكتب اجتماعات، وإذا لزم الأمر صالة لإقامة الاحتفالات الرسمية!!
لقد كانت الذريعة أن يتم استغلال البناء لفتح محلات تجارية تابعة للبلدية لزوم التجديد والتحديث، أما الأشجار والبيئة فإلى ستين جهنم! المهم أن تمتلىء الجيوب وأن تتكحل عيناه كل صباح بمكتبه الفخم..
بالنسبة لغضب الأهالي واستنكارهم لم يعره أي انتباه، بل على العكس، فقد أجاب عن عندما سئل من قبل الجهات العليا عن الحديقة: «إنها ليست بتلك الأهمية التي يتحدثون عنها، وأن ما تم قطعه لم يتجاوز الثلاث شجيرات»..
إذن الغيمة رحلت من فوق رأس رئيس البلدية، وشكوى الأهالي ذهبت أدراج الرياح، وكالعادة لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فلا مجيب لندائهم ولا صوتهم مسموع، ولا أحد يكترث لأحد..
هذه الشكوى نضعها اليوم بين أيدي من لم يتلوث بالممارسات المشبوهة والادعاءات الفارغة المختبئة خلف الشعارات، لعلها تكون حدا فاصلا بين الأمس واليوم..
صوتنا مرفوع وقلمنا شريف ووجعنا بقدر وجع كل قرية ومدينة تعاني من الاستهتار والذبح والقتل.. والحبل على الجرار!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 284