القرى المحنطة في جبل الوسطاني
يبدو أن سكان القرى المنسية الواقعة بجبل الوسطاني في محافظة إدلب قد طبق بحقهم قانون (التحنيط ( وهم أحياء. نعم هذا هو واقع الحال بالنسبة لهم مع مديرية الآثار في المحافظة حيث أنهم ممنوعون من إقامة أية غرفة سكنية لهم أو لمواشيهم تحت ذريعة أن مناطقهم هي مواقع أثرية مع العلم أن حرم هذه المواقع لا يقل عن كيلومتر طولي وبكافة الاتجاهات .
والمشكلة هي أين يذهب هؤلاء الناس ليتمكنوا من بناء غرفة سكنية تأويهم علماً أن المسافة بين القرية والأخرى لا يتعدى المسافة المذكورة.
فأحياناً يمنع الأهالي حتى من حراثة أرضهم أو زراعتها بالأشجار المثمرة بحجة أن أي حفر يعتبر تنقيباً عن الآثار.
نحن بشكوانا هذه نتوجه عبر جريدة قاسيون إلى كافة المعنيين أملين أن يصار إلى حل مشكلتنا مع مديرية الآثار ولو حتى بتهجيرنا من أراضينا لأننا أصبحنا نعيش واقعاً لا يطاق مع العلم أن تجمعاتنا السكنية عمرها مئات السنين وأن عدد السكان في تزايد مستمر والحاجة إلى البناء ضرورة ملحة كالحاجة للهواء.
لذا نحن نتمنى ان تعمل مديرية الآثار على تحنيطنا لنجد من يهتم بنا علنا نصل إلى مستوى الحجارة الميتة من حيث الاهتمام والمراعاة لحالنا.
حيث أن مديرية الاثار تقنعنا بقدسية هذه الحجارة وكأنها أصنام للعبادة .وبالوقت نفسه لا نجد في هذه المديرية من يتطلع إلى هذا الموقع بشكل جدي ، فنحن لم نشاهد دارجاً من قبلهم ، ولا نجد حتى معلومة مكتوبة تفيد عن طبيعة هذه الآثار وتاريخها كما لانجد حتى اهتماما إعلامياً قد يكون له الأهمية في جلب السواح أو المستثمرين السياحيين في منطقة يكاد لا يعرفها حتى القيمون على الآثار أنفسهم.
■ عوض اليوسف
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 228