ساحة الأمويين في «منبج».. أين المسمى من الاسم؟!
مدينة منبج هي إحدى المناطق الحيوية في محافظة حلب، تقع إلى الشمال الشرقي منها، وتتبعها قرى ونواح عديدة..
للوهلة الأولى، وأنت تتجول في شوارع المدينة.. ومن خلال قراءة اللوحة الحديدية التي كتب عليها:« ساحة الأمويين»، تأخذك الرهبة والفضول لمشاهدة تلك الساحة لما تحمله تلك التسمية من تاريخ عميق في فنون الجمال العمراني وهندسته، لكن بعد مرورك في المكان لن ترى ساحة ولا حتى باحة! لن ترى أنى تلفتّ إلا التسمية فقط، فليس فيها ما يشير على أنها ساحة كغيرها من سائر الساحات التي نعرفها! وسرعان ما ستكتشف أنها فسحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 50 م2، محاطة بسور حديدي، ويتوسطها ثلاث (بحرات) صناعية ملبسة بالحجر، وفيها أحواض جافة لزراعة الورود. وتحت تلك الساحة دورات للمياه ما تزال مغلقة.
هذه هي مواصفات ساحة الأمويين المنبجية، على الرغم من وجودها في وسط مدينة منبج، وعلى الرغم من كونها مفترقاً لعدة طرق وجهات استراتيجية، فإن اتجهت شرقاً فإلى سوق الهال والمنطقة الصناعية، وإن اتجهت غرباً فإلى المجمع الحكومي والطريق إلى محافظة حلب، وإن اتجهت شمالاً فإلى طريق مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، وإن اتجهت جنوباً فإلى السوق الرئيسي لمدينة منبج.
واقع الساحة هذا يقودنا إلى عدة تساؤلات:
1- إن وجود ما يسمى بالساحة في وسط المدينة يشكل عائقاً كبيراً للمواصلات، ويخلق ازدحاماً مرورياً خصوصاً أن هذه الساحة تشكل منصفاً لطريقين متعاكسين، وهذان الطريقان ضيقان، إذ لا يتجاوز عرض الشارع 8م.
2- من المفترض بساحة كهذه موجودة في مركز المدينة أن تتسم بشكل جمالي لائق من حيث زراعة الورود والأشجار فيها، إلا أن العكس هو السائد، إذ لا يشاهد العابر فيها إلا الأتربة والأعشاب والنباتات اليابسة.
3- إن (البحرات) الصناعية جميعها غير صالحة، وأحجارها غالبيتها تساقطت لرداءة تصميمها وتنفيذها، ولا تعطي أي شكل جمالي يبهج النظر.
4- إن الباب الرئيسي لدورات المياه مفتوح من الداخل فقط، وعلى المضطر لقضاء حاجته القفز من على السور الحديدي المحيط بما يسمى بالساحة.
5- منصف الطريق الذي يبدأ من أول شارع المجمع الحكومي وينتهي مع بداية ما يسمى بساحة الأمويين، توجد فيه، دون مبرر، فتحة بعرض 4م تقريباً عند نهايته، وهذه الفتحة لا داعي لوجودها أصلاً ما دام المرور منها ممنوعاً.
6- لقد تم وضع إشارات ضوئية في عدة شوارع في مدينة منبج، ولم يتم وضع أية إشارة ضوئية في مركز المدينة، علماً أنه الأكثر حاجة لها كونه يكتظ بالسيارات.
7- إن إزالة هذه الساحة، والصحيح: إزالة هذه الأحجار والسور الحديدي والنباتات اليابسة ودورة المياه، هو أفضل من وجهة نظر الكثيرين من أهالي مدينة منبج. والأجدى هو إقامة دوار صغير لأنه سيسمح بتعريض الشارع ذهاباً وإياباً، وفي ذلك خير لأهالي مدينة منبج، وللوجه الجمالي للمدينة.
منبج مدينة أنيقة ونظيفة بفضل تعاون الأهالي مع الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس المدينة لإظهارها بهذه الصورة، ويجب ألا تبقى ساحتها على هذه الشاكلة..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 414