عقوبات من أجل لاشيء!!

ما جرى في فرع مؤسسة الأعلاف بحماة، ليس مما ينتمي إلى زماننا ومكاننا، بل إلى عصر آخر ومكان آخر. ففي بداية كل عام، تشكل لجان لجرد مستودعات فرع المؤسسة وعددها تسع لجان، بالإضافة إلى  معمل الأعلاف ومستودع اللوازم بالفرع.

حصل إشكال مع أحدى اللجان في أحد المراكز، فما كان من  الإدارة العامة إلا أن عاقبت جميع عناصر الجرد باستثناء رؤساء اللجان بدل أن تكافئ العمال كما يحصل كل سنة، والحجة أن عناصر الجرد، برغم جهودهم المبذولة في إنهاء عملية الجرد في وقتها، والعمل الميداني الذي تستأهله العملية، لم يضعوا خطاً يبين أن دفتر الصادر والوارد قد انتهى لهذا العام.

وهذا جانب شكلي من عملية الجرد، جعل إدارة المؤسسة تنسى كل ماعانته لجان الجرد من عمل مضن في حساب الكميات ومقارنتها ووزن المواد كلها التي تقارب المائتي طن، جميعها جردت بشكل فعلي، وتعاقب عمال الجرد.

العقوبة التي طالت (27) عاملاً من عمال الجرد هي خصم خمسة بالمائة من رواتبهم ولمدة ستة أشهر، ولم تكتف الإدارة العامة بدمشق بذلك، بل حرمت (28)عاملاً من الحوافز الإنتاجية. ومنهم مَنْ شارك في عملية الجرد السابقة.

 

والطريف بالأمر أن ملاحظة كانت قد أخذت على لجان الجرد، وهي أنهم قصروا ولم يجردوا صندوق مستودع اللوازم، وصندوق معمل الأعلاف، علماً أنه لا يوجد صندوق في كلا المركزين!