ماذا تقول ياصاحبي؟! الرغبة.. وتحقيقها!!

دون غوص وراء عبارات الأكاديميين ـ التي هي في أحسن أحوالها سعي إلى الوصول لإجابات شافية على الأسئلة (من، ما، كيف، متى، أين..) واقتراب جاد من إدراك الواقع ـ فإن اللغة وسيلة ووعاء لحمل الأفكار والآراء والتصورات والتعبير عن الأحاسيس والمشاعر فيما بين البشر، وكلمات اللغة تبنيها الحروف،  والحرف من كل شيء هو طرفه وجانبه وهذا بيت القصيد في حديثنا اليوم.

فقد التقيت منذ أيام رفيقاً من حماة «تاركاً  للتنظيم من سنوات عديدة» وذلك في ردهة مشفى عام بدمشق عقب زيارة كل منا لمريض من أقاربه.

وما العلاقة فيما تقول بين الحرف واللغة والرفيق الحموي؟!

العلاقة أن رفيقنا مدرس لمادة اللغة العربية، وجعبته عامرة بعلم المباني والمعاني، ولسانه يتقن الإفصاح عما يريده وبطلاقة يحسد عليها. وقد بادرني دون تمهيد: لقد اتفقت مع عدد من الرفاق التاركين على القيام باعتصام أمام مكتَبيْ كل من أم … وأبي… لنطالبهما بالتجاوب مع رغبة غالبية الرفاق في المشاركة بعملية توحيد الشيوعيين السوريين.

وماذا تجدي مثل هذه الاعتصامات؟

هذا ما سألته وقد أثار اهتمامي قوله مكتب فلانة.. ومكتب فلان.. ولم يقل كما كنا نقول دائماً مكتب الحزب!!

وماذا كان جوابه؟

طبعاً كان جوابه وبلغة المدرس الحرفي.. والحرفي كما قال هو الرجل الذي يكسب عيشه بالعمل في حرفة بصفة مستمرة ومنتظمة،و الحرفة هي وسيلة الكسب من زراعة وصناعة وتجارة وغيرها: صحيح ما سألت عنه ..ومهما كان التباين كبيراً والاختلاف واسعاً فإن الهدف أن نصل إلى قاسم مشترك بعد أن يعبر كل منا عن قناعاته ويدلي برأيه.. وهذا القاسم سيكون نقطة الانطلاق إلى هدف الرفاق جميعاً.

 وماللغة المشتركة للوصول إلى ذلك؟!

 

اللغة هي لغة الحوار الرفاقي.. ولاشيء غيرها يقربنا جميعنامن القاسم المشترك في تحقيق وحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب لن يكون حزب فلانه أو فلان بل الحزب الشيوعي السوري.. فماذا تقول يا صاحبي؟!