دير الزور.. شوارع تحت الصفر؟!

هل من المعقول أنه في ظل توفر الآليات الحديثة، أن يستغرق إعادة تأهيل شارع بدير الزور لا يتجاوز طوله نصف كم ثلاثة أشهر؟ هذا مع الإشارة أنه لم ينجز منه حتى الآن سوى ربع الأعمال على الأكثر!؟.

ماذا كنا سنفعل إذاً لو أن أعمالاً كهذه مازالت تنفذ بواسطة العمل اليدوي؟ وهل هذه هي التنمية الموعودة للمنطقة الشرقية التي يكثر الحديث عنها على المنابر وفي الخطابات؟ هل هذا هو التطوير والتحديث الذي يتغنى به البعض؟؟

إنها أسئلة نطرحها مع غيرها لنبين مدى التهاون والاستهتار، وكذلك الفوضى والفساد، الذي يعيث في بلدنا دون حسيب أو رقيب.

لقد سبق أن أشرنا أن أهالي دير الزور قد فرحوا واستبشروا خيراً بوصول أول قشاطة إسفلت إلى المحافظة، ولو أنها عتيقة، وأن مرحلة قشط الشوارع وإعادة تهيئتها قد بدأت، واستهلت أعمالها بشارع التكايا (صلاح الدين) في وسط المدينة، مع شوارع أخرى تعد من أهم وأكثر الشوارع ازدحاماً، وقد مضى إلى الآن ثلاثة شهور ولم ينجز سوى ربع الأعمال، وإذا استمرت الحال على هذا المنوال، فستمتد فترة الإنجاز إلى ستة أشهر وربما أكثر! طبعاً، هذا في شارع واحد، فكيف في بقية الشوارع المقشوطة، وبقية شوارع المدينة الموضوعة في الخطة؟ وإذا كانت الأمور كذلك في الصيف فكيف سيكون مآلها في فصل الشتاء!؟

ولأخذ العلم، فالمواطنون باتوا يقولون: لو بقينا على السقف السابق لكان أفضل لنا!!

وما يثير السخرية أن التنفيذ المنجز على قلته، سيئ جداً، بل أن البلاط الذي أُُحضر لمد الأرصفة تبين أنه من النوعية الرديئة جداً، ويتكسر في أرضه، ما استدعى إيقاف العمل به، وربما يجري اليوم البحث عن بديل.. وهات عمراً..

وإذا انتقلنا للحديث عن النفايات والقمامة وبقايا الحفريات المنتشرة في المدينة، فإن الصورة تصبح أكثر مأساوية لما يتسبب ذلك من روائح وانتشار للأمراض، ناهيك عن المناظر المقززة، فمن يشاهد ذلك يظن نفسه في إحدى التجمعات السكانية النائية التي ما تزال تعيش الحالة البدائية للمدن!؟

أما كورنيش النهر الذي أقيم عليه مهرجان الفرات للتسويق والسياحة مؤخراً، فقد تحول إلى مكبّ للزبالة من النفايات المختلفة وبقايا التسوق التي أُلقيت على الضفاف مسببة التلوث، وأصبح مكاناً لقضاء الحاجة لعدم وجود مرافق عامة مناسبة فيه، فماذا سينجم عن هذه القاذورات المتراكمة خاصة وأننا مقبلون على موسم انتشار الأنفلونزا؟ إن أكثر ما يخشاه أبناء مدينة دير الزور هو انتشار أنفلونزا الخنازير في المدينة، حيث يساهم عدم توفر النظافة في تفشي هذا الوباء.!!

وإذا لم تكن الأولوية بالنسبة للمسؤولين في المحافظة هي صحة المواطنين وسهولة تأمين الخدمات لهم، فليقوموا بما يلزم لتأمين بقائهم في مواقعهم وحماية أولادهم من مخاطر الأمراض.. أما وعدوا مرجعياتهم بالتنمية وتجميل المدينة وتطوير السياحة؟ فهل يساعد هذا الواقع الرديء على تنمية السياحة!؟ وأين مديرية البيئة من كل ذلك؟ وأين المكتب التنفيذي في مجلس المدينة الذي تم تجديد انتخابه منذ أيام فقط دون أي تغيير أو محاسبة على هذه «الإنجازات» التخريبية العظيمة!؟

 

■ ز. م