محاولة فاشلة لخطف معلم من مدرسته
تكلمنا كثيراً عن ظاهرة التشبيح وممارسة التسلط والاستقواء بالمنصب أو بقريب له مثل هذا المنصب، لكن ورغم الاستنكار الشديد ورفض المجتمع لهذه الظاهرة إلا أنها مازالت تُمارَس هنا وهناك، ولم تجد من يوقفها ويحاسب مرتكبيها، ولهذا كثرت حالات الاعتداء على المواطنين، وتهديد أمنهم وسلامتهم..
فقد عاشت إحدى مدارس دمشق حالة من الرعب والاضطراب لساعات طويلة، ففي أحد الأيام الدراسية حدث أن شابين يافعين من طلاب المرحلة الأساسية «الصف الثامن» قد تشاجرا، ولم يتمكن المعلم «الموجِّه» من فك الشجار إلا باستخدام العنف والضرب باليد وتأنيب الطالبين حتى يبتعدا عن بعضهما وتنتهي حالة الشجار. إلى هنا كانت القصة عادية جداً وتحصل في معظم مدارسنا، ولكن تبين أن أحد الشابين له صلة بمسؤول ما، وتبين أن ما لقيه من الموجّه هزيمة لم يتقبلها، بل نام عليها إلى اليوم التالي، وفي الصباح الباكر فوجئت المدرسة بطلابها وإدارتها بقدوم دورية من إحدى الجهات التنفيذية تطلب من الموجّه مرافقتهم إلى الفرع، فتدخَّل مدير المدرسة الذي سجل خطوة جريئة وموقفاً ناصعاً باتخاذه القرار الصحيح، عندما طلب من العناصر إظهار « أمر المهمة» التي جاؤوا من أجلها، وعندها تبين إنهم لا يحملون أية أوامر، ولم يكلفوا بأية مهمة، وقد وضع بحسبانه أنه قد تحصل مصيبة للمعلم لا تحمد عقباها، فرفض بإصرار شديد تسليمهم الموجّه، وأخرجهم خارج سور المدرسة، لكن المفاجأة الثانية أنهم ظلوا يراقبون المدرسة، ويحاصرونها حتى نهاية الدوام لخطف المعلم وأخذه معهم، فتنبهت الإدارة والمدرسون لهذا الأمر، واعتصموا داخل المدرسة دعماً لزميلهم، في هذا الوقت حاول مدير المدرسة محاولات عديدة بالاتصال هاتفياً للسيطرة على الوضع، والتخلص من هذه الأزمة، فلم يفلح إلا بتدخل وزير الدفاع، بعد مطالبته من وزير التربية بالتدخل شخصياً وبشكل مباشر لفك الحصار عن المدرسة، مع العلم أن مدير المدرسة قد اتصل قبل تدخل وزير التربية بقائد شرطة دمشق، إلا أنه لم يتدخل بسبب وجوده خارج العاصمة، بالإضافة إلى محاولات أخرى كثيرة أجراها المدير وبعض الأساتذة مع بعض معارفهم من المسؤولين والضباط.
السؤال الذي يقلقنا فعلاً: متى ستنتهي هذه الظاهرة ويتوقف الاعتداء على أمن المواطنين وسلامتهم؟ ومتى ستتم محاسبة مرتكبيها؟ والسؤال الأهم: أهذه الترجمة الفعلية لما تعلمناه: «قم للمعلم وفِّه التبجيلا..... كاد المعلم أن يكون رسولا»؟ أين الاعتبار لرسالة المعلم المقدسة، صانع الأجيال وباني التاريخ؟!!
شهادة تقدير وشكر للمدير الذي تصرف بحكمة وأنقذ الموقف مع زملائه المدرسين!!!