فهد الحمدو فهد الحمدو

عدادات إلكترونية لناس وناس

قامت مديرية كهرباء إدلب مؤخراً بتبديل العدادات الكهربائية القديمة بعدادات إلكترونية حديثة، وهذه خطوة جيدة، وكان الناس بانتظارها في مختلف أرجاء المحافظة!

ولكن الذي حصل في قرية كنصفرة التابعة لمحافظة إدلب شيء يدعو للاستغراب، فقد ساد منطق التمييز في استبدال العدادات، حيث تم منح بعض العدادات الكهربائية لأناس مصطفين بنسب قليلة، وحجب هذه الميزة عن آخرين، إذ راح عمال الكهرباء يستبدلون من ثلاثة إلى أربعة عدادات فقط في كل حارة، بشكل منتقى، دون أن يشرحوا لأحد معاييرهم أو اعتباراتهم في الانتقاء.
من المعروف أن العدادات الإلكترونية الحديثة يصعب التلاعب فيها، سواء من المشتركين أو الموظفين، وهذا ما يجعل معظم الناس يرغبون في تركيبها بمنازلهم، ولكن السؤال: لماذا لا تبدل لكل المشتركين؟
يبقى أن نذكّر إنه لمن غير المعقول أن تصل قيمة فاتورة كهربائية لمواطن فقير لا يوجد في منزله سوى نيون ونواسة وتلفزيون وبراد بردى وغسالة عادية إلى أكثر من (2500) ليرة عن دورة واحدة، بينما نجد مواطنين آخرين بيوتهم تحولت لورشات تعمل على الكهرباء، ولا يدفعون نصف أو ربع هذا المبلغ..
ونسوق مثالاً هنا، فالمواطن (ح.ص) من كنصفرة، يملك محلاًُ لتصنيع الحدادة الأفرنجية، ومع ذلك لا تتجاوز قيمة فاتورته الكهربائية حد الـ(250) ليرة، ناهيك عن مشتركين كثر من أصحاب المحلات التجارية والصناعية لا تتعدى قيمة فواتيرهم الـ500 ليرة في أكثر الأحيان.. فما السبب يا ترى؟!