محاولة إخلاء فاشلة لسكان الإيواء في الحسينية
ما زالت مشكلة سكان كفرسوسة الذين تم إخلاؤهم من منازلهم ومنحوا إيواء في مشروع الحسينية التابع لمحافظة دمشق، مثار إشكال يواجه المحافظة من الناحية القانونية، وأيضاً من الناحية «الميدانية».. أي على أرض الواقع.
الأهالي متشبثون بعدم مغادرة بيوت الإيواء بسبب عدم قدرتهم على إيجاد البديل أولاً، وعدم وفاء المحافظة بوعودها ثانياً، كونها لم تلتزم بتأمين السكن البديل لمستحقيه، ولم تعدّل في القرارات التي حرمت الجزء الكبير منهم من البديل، وصاروا كما تردد المحافظة: غير مستحقين!.
وقد واصلت محافظة دمشق عن طريق مدير التنظيم العمراني عبد الفتاح إياسو محاولاتها لإخراج المواطنين من إيوائهم عبر توجيه كتاب إلى السيد وزير الداخلية طالبة فيه مؤازرتها في عملية الإخلاء كون الأهالي تمنعوا عن ذلك، وقد تمت الموافقة على الطلب في إخراج شاغلي شقتين فقط كما جاء في كتاب وزارة الداخلية (حسبما روى مواطن)، وقد توجهت قوات من حفظ النظام وشرطة دمشق وريفها وتوقفت عند منطقة (القزاز) ريثما تتم المحاولة الأخيرة لإقناع المواطنين بتسليم شققهم، لكن المحاولة فشلت.
الثانية والنصف من عصر يوم الأربعاء، وهو الموعد الذي تم تحديده من مدير تنفيذ (ببيلا) لتنفيذ الأمر القضائي، لم يكتب له النجاح بسبب تمنع الشاغلين من جهة، وتعليمات من وزارة الداخلية بإيقاف تنفيذ الإخلاء من جهة أخرى.
الأهالي في حديثهم إلى وسائل الإعلام التي تواجدت في المكان بكثافة، أكدوا أنهم يتمسكون بالبيوت لأن محافظة دمشق خدعتهم ولم تنظر جدياً بوضعهم، وأن وعود مدير التنظيم العمراني بالسكن البديل لمستحقيه في (قدسيا) لم تزل مجرد تصريحات إعلامية، وأن تعديل القرارات التي جردتهم من السكن البديل- رغم أنهم حصلوا على قرارات حكم بملكية منازلهم التي هدمت- لم تزل هي الفصل في قضيتهم.
الأهالي تمنوا تدخل جهات عليا قادرة على تفهّم أوضاعهم السيئة، فتكون منصفة وقادرة على اتخاذ القرار، مذكّرين من ينسى أن الأوضاع الاقتصادية وقدوم فصل الشتاء، وتعثر تعليم أبنائهم تكفي، فما مصيرهم لو تركوا بيوتهم وقُذفوا إلى الشارع؟؟