الفتوحات الإلهية في اعترافات نائب رئيس الجمهورية سرق دهراً.. ثم نطق كفراً اعتراف... وتقييم للذات... ثم انتفاضة على الواقع المر

كل هذا على قناة العبرية وبلسان المصلح الأكبر والثائر الأول... شيخ المجاهدين عبد الحليم خدام.

وخدام هذا... كان موظفاً بسيطاً مسكيناً... انتسب إلى صفوف حزب البعث وبقي نصيراً لمدة أربعين عاماً، وعندما شاهد أبناء شعبه يأكلون من الزبالة... قرر الحديث وتثويرهم...

هذا الرجل المكافح... والذي كان يعيش في حي شعبي اسمه الدحاديل... كان يذهب كل يوم إلى مقر عمله راكباً دراجته العادية... كان يعاني مثلنا... ازدحام الشوارع... وباقي مصاعب الحياة، وكانت تطارده أعين البائعين الدائنين، عندما يتهرب منهم لبقية الشهر... حتى بائع الخضار في الحي كان يصرخ في وجه ابنه جمال: قل لأمك أم جمال أن تسدد بقية الدين... ماذنبي إذا كان أبوك موظفاً شريفاً . . ؟؟

وجمال هذا... لايقل حماسة وثورية عن أبيه فقد قرر أن يخلص البشرية كلها من أضرار النفايات والزبالة النووية والذرية فقرر جمعها ودفنها كلها في صحراء سورية كي يخلص شعوب الأرض من شرورها.

هو يخلصنا من الزبالة ووالده يحزن لأننا نأكل منها

حتى في قريتهم في بانياس... فقد رفض خدام أن يبني أكثر من ستة قصور فخمة وحتى عندما ذهب إلى باريس عاصمة النور والديمقراطية فقد رفض هدية سعد الحريري ولم يقبل ملكية قصر «أوناسيس» أغنى رجل في العالم... وفضل أن يسكن في أحياء باريس الفقيرة ليشارك في انتفاضة الملونين فيما بعد... وعند أقرب فرصة... .

- شكراً له على هذا التوقيت... لأننا فعلاً بحاجة إلى ثورته وزبالته... قد لايعلم البعض أن جمال يحمل الجنسية السعودية... لاندري «الزمن غدار»

قد يضطر المرء والده بعد كل هذا الشرف وتلك العصامية والصبر على ضيق الحال... أن يسافر إلى السعودية ويعمل في معمل لصناعة البلوك... هو حزين فعلاً لأننا نأكل من القمامة... بمعنى أنه لم يعد لدينا شيئاً ليأخذه منا...

 

 ■ هشام الباكير