آكلك (منين) يا بطة..
في اجتماع المكتب التنفيذي الأخير لمحافظة دير الزور، وحسب مانقلته الزميلة جريدة الفرات في العدد 569 فإن المكتب التنفيذي المذكور بصدد تشكيل لجنة محايدة للقيام بعملية الفصل الإداري بين مدينة البوكمال وقرية السكرية التابعة والملاصقة لهذه المدينة بغية إحداث وحدات إدارية خاصة بقرية السكرية، هذا الموضوع القديم الجديد والذي مضى عليه عدة أعوام بين أخذ ورد ومابينهما، أمام هذه الحالة تبرز عدة تساؤلات التي تفرض نفسها باحثة عن أجوبة لها من المعنيين في الأمر بكل إلحاح منها أولاً:
ماذا تعني لجنة محايدة، هل هو خلاف حاصل بين دولتين أو عشيرتين، ألسنا أبناء وطن واحد؟؟ ثم كيف ستكون هذه اللجنة محايدة، وهناك القانون رقم 13 الخاص بإحداث الوحدات الإدارية والذي يقول في متنه: يجب أن يكون بين الأعضاء رئيس مجلس المدينة ومهندس من الدائرة الفنية التابع لمجلس المدينة، أم أنه سيضرب بهذا القانون بعرض الحائط؟ ثانياً: إذا كان هذا التوجه موجود لدى المكتب التنفيذي، لماذا بيعت وبمزادات علنية عديدة أراضي وعقارات قرية السكرية؟؟
كما يبرز هنا سؤال آخر: هل استفادت قرية السكرية من ريع بيع هذه العقارات والمقاسم؟ ولمن ستؤول هذه الريوع بعد عملية الفصل علماً أن أهالي السكرية وفي عريضة كبيرة جداً تحوي على مئات التواقيع يرفضون هذا الفصل ويطالبون بتخديم قريتهم؟؟ فقد سبق لهذه القرية أن حصلت على منحة مقدمة من الهيئة العامة لمكافحة البطالة بلغت سبعين مليون ليرة سورية، وقد صرف من هذا المبلغ لهذه القرية كهريز للصرف الصحي طوله 40 متراً وتزفيت الشارع الممتد من الشارع العام حتى مدرسة الشهيد نعمة بطول 500 متراً!! وماتبقى من هذا المبلغ تم وضعه في تصرف مشروع المنطقة الصناعية في البوكمال رغم وجود الاعتماد اللازم لهذه المنطقة، فمن أين سيتم تمويل الوحدة الإدارية الجديدة في قرية السكرية بعد أن بيعت غالبية أراضيها وحرمت من المنحة المذكورة؟؟ ووفق تعبير المثل الشعبي المعروف ستكون هذه الوحدة (حداد بلا فحم) كما يقال، وعلى ذكر المنطقة الصناعية والتي مايزال العمل فيها بين مد وجزر، فلقد تقدم عدد من الصناعيين وبعد حصولهم على الموافقات المطلوبة سواء من وزارة الصناعة أو من مديرية صناعة دير الزور لإقامة منشآت صناعية فيها مثل: معمل للحصران النايلونية، ومعمل لقص الإسفنج، ومعمل لتغليف البطاطا (الجبس). . ولكن رفض رئيس مجلس المدينة تخصيصهم بالأراضي اللازمة لهذه المشاريع، ولو قدر لهذا المشاريع بالإقلاع والإنتاج لتمكنت من المساهمة في التقليل من البطالة المستشرية بين الشباب وخلقت حركة تجارية مفيدة.
فلمن إذاً تكونت المنطقة الصناعية والتي يقع على تخومها مكب القمامة التي تحرق يومياً ليغطي دخانها ذو الألوان المتعددة سماء مدينة البوكمال، وهذا من باب الحفاظ على البيئة ومن باب الحفاظ على دماء المواطنين من البق والناموس.
أمام هذه الممارسات فإن المواطنين في البوكمال يطالبون السيد المحافظ بعقد ندوة جماهيرية يعلن عنها قبل وقت كاف للاستماع إلى أهالي البوكمال ومايعانونه تعزيزاً لمقولة الحكومة بضرورة إشراك الجماهير في عملية التنمية والتطور.
وتبقى كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.