الميادين... اغتيال المشفى!!
في عام 2002 وضع مشفى الطب الحديث في مدينة الميادين بالخدمة الفعلية بسعة 80 سريراً، بلغت نسبة الإشغال لهذه الأسرة وبشكل دائم 80% وأحياناً كثيرة تصل إلى 100% وتتبع لهذه المشفى عيادات خارجية وكافة الاختصاصات فأخذ يستقطب غالبية المرضى في مدينة الميادين والقرى المحيطة بها وخاصة من ذوي الدخل المحدود والمعوزين وهذا يعود لحسن الإدارة من حيث العلاج والمعالجة، يكن هذا العطاء على مايبدو لم يرق للآخرين فتفتقت بنات أفكارهم عن فكرة جهنمية يربكون بها عمل هذا المشفى ويوقفون عطاءه وتتجلى هذه الفكرة الجهنمية الخبيثة بإصدار قرار يقضي بنقل قسم الأطفال من المشفى الوطني في الميادين إلى مشفى الطب الحديث بحجة بناء عيادات خارجية تابعة للمشفى الوطني بكلفة 14 مليون ليرة مما جعل السيد مدير مشفى الطب الحديث الدكتور باسل الخضر يرفض القرار جملة وتفصيلا مستنداً إلى مايلي:
1. أن المشفى الوطني يضم قسمين قسماً للنسائية وقسماً للأطفال وهذا لايعرقل شيئاً.
2. يوجد طابق آخر في المشفى الوطني يضم 12 غرفة غير مشغولة وبالإمكان استخدام هذا الطابق لقسم الأطفال بعد بناء سلم مستقل له.
3. لسنا بحاجة إلى عيادات خارجية في مدينة الميادين، بل نحن بحاجة إلى مشفى توليد.
4. كيف يمكن فصل الطفل الوليد عن أمه بمسافة لاتقل عن 2.5كم بين مشفى الطب الحديث والمشفى الوطني؟
هذه الأسباب التي لم تقنع السيد مدير الصحة والسيد المحافظ في دير الزور، جعلت الدكتور باسل الخضر أمام مفترق طرق إما أن يرضخ لأمر هو غير مقتنع به، أو أن يقدم استقالته، وكانت استقالته التي وافق عليها السيد المحافظ بسرعة مذهلة! استغربها جميع العاملين في مشفى الطب الحديث بمن فيهم الكادر الطبي نفسه.
سألنا الدكتور باسل الخضر إن كانت سرعة قبول الاستقالة جاءت نتيجة أخطاء أو سوء إدارة؟ فرد بكل ثقة قائلاً: أتحدى مدير الصحة نفسه وجميع المرضى والمراجعين وجميع الموظفين إن كان هناك سوء إدارة أو تقصير أو إهمال لكن مشكلتي أنني أقول عن الخطأ خطأ وعن الصح صح، وهذا لايروق لهم!!
طبيب آخر يعمل ولايزال في مشفى الطب الحديث قال: لقد تقلصت الأقسام جراء نقل قسم الأطفال إلى مشفى الطب الحديث فمثلاً المخبر أصبح غرفة واحدة وبنك الدم كذلك، أصبحنا نسحب الدم من المرضى في الممرات و«الكوردورات»!!
وهذا ماجرى لغالبية الأقسام والشيء المريب هذه السرعة في بناء العيادات الخارجية فعلى مايبدو هم سائرون على مبدأ اضرب واهرب قبل فوات الأوان!!
ويستدرك الدكتور باسل الخضر قائلاً: أرجو أن لا يفهم من كلامي هذا بأنني أريد العودة إلى مشفى الطب الحديث كمدير، لا أبداص، فلا يمكن أن أعمل عكس قناعاتي ومايمليه علي الضمير وشرف المهنة.
نحن بدورنا نطالب محافظ دير+ الزور بإعادة النظر بهذا القرار التخريبي وكفى استهتاراً بمقدرات البلاد والعباد، فما هو حاصل في مشفى الباسل في البوكمال ومشفى الطب الحديث في مدينة الميادين شيء يندى له الجبين وتتغير عليه حكومات في عواصم الحريصين.
ملاحظة:
تم تشكيل لجنة لدراسة الحالة وأقرت اللجنة أن رأي المدير السابق لمشفى الطب الحديث هو الصحيح وسلمت نسخة من تقرير اللجنة إلى السيد مدير صحة دير الزور لرفعها بدوره إلى السيد المحافظ ووزير الصحة ولا من مجيب لغاية هذه الساعة...
الميادين
■ مراسل قاسيون: تحسين عبد الحميد