اقـطع.. ولا تـفزع!
في تصور العقل الشعبي البسيط للعقوبة الجماعية، يتبادر إلى الأذهان هيئة أستاذ المدرسة أو مدرب الفتوة يجبر طلاب صف كامل على الهرولة في باحة المدرسة، أو تنظيفها، أما في تصورنا لهذه العقوبة عام 2011 فتظهر لوحة تراجيدية مبكية أخرى، رسمها الأمر الواقع على صفحات دفتر الرسم خاصتنا!.
شكل آخر للعقوبة الجماعية يبدو ماثلاً في وعينا عندما يتعرض حي القابون مثلاً الى حملة مداهمات أمنية واعتقالات بحثاً عن مطلوبين مزعومين، شاركوا في تظاهرات الحراك الشعبي، ولأن المطلوبين المزعومين موجودون في هذا الحي اتخذت الجهات المعنية فجر أحد الأيام إجراءات عقابية بحق غير المطلوبين في القابون، وبرزة، وحرستا.. فقطعت خطوط الهاتف الأرضي والخليوي عن غير المطلوبين لمنع المطلوبين من التواصل والتآمر على شيء ما، وقطعت خطوط الكهرباء عن غير المطلوبين لمنع المطلوبين من استخدام الحواسيب، وربما فبركة مقاطع فيديو تسيء أيضاً إلى شيء ما!.
المطلوبون للجهات المعنية وغير المطلوبين الذين ابتلي بهم هذا الحي الفقير، استيقظوا على هذه اللوحة من العقاب الجماعي ذات يوم، ولأن خطوط الهاتف والكهرباء مقطوعة عن «المعظم» بحثاً عن البعض المزعوم، فقد قطعت خطوط مياه الشرب في اتجاهات مختلفة، ومنعاً لهروب المطلوبين الذين يلهثون لتفادي الاعتقال، قطعت المواصلات في الاتجاهات كلها عن الجميع، بمن فيهم غير المطلوبين بطبيعة الحال!.
تصبحون على وطن، فكم صباح آخر سيحمل لنا نحن غير المطلوبين «زوراً» المزيد والمزيد من عقوبات البحث عن «المندسين» في مكان آخر، قطع المياه والكهرباء والاتصالات والمواصلات.. وربما لاحقاً قطع الأرحام؟!.
ولكن، هذا هو الحل؟!.. أن تقطع؟!.