بداية العام الدراسي الجديد.... مشكلات وحلول
يترافق قدوم هذا العام الدراسي مع حلول شهر رمضان، الأمر الذي يتسبب بازدياد الضغط على المواطن السوري لتأمين المستلزمات والمتطلبات في ظل عدم وجود توازن بين الأجور والأسعار، ما يؤدي بالتالي لازدياد الإرهاق النفسي والمشكلات المستعصية الباقية دون علاج.
وينبغي ألا يعتقد البعض أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد ينحصر في توفير المتطلبات الدراسية من ملابس أو دفاتر وغيرها... إذ يتجاوز ذلك الاستعداد ليشمل الجانب النفسي والمعنوي والاجتماعي للتلاميذ الجدد، للتغلب على العادات السلبية والاهتمام بالقيم الحياتية التي تعود إيجاباً على دراستهم، ومن هنا لابد من رصد أهم المشكلات التي تعترض سير العملية التعليمية:
أولاًـ مشكلات الحلقة الأولى والتي تتمثل في:
1- المشكلات الاجتماعية والنفسية لدى التلاميذ الجدد كالخوف والقلق والميل إلى العزلة والعدوانية لدى بعضهم، والغياب عن المدرسة وصولاً إلى البكاء عند مجيء المدرسة. ولعلاج هذه المشكلات لابد من إصدار برامج توزع على إدارات المدارس وتجنيد الإعلام الرسمي بالاتجاه نفسه، لتعريف أهمية رياض الأطفال بالنسبة لأولياء الأمور، وكذلك اختيار المعلمين من ذوي الخبرة وعدم استخدام الشدة في مثل هذه الحالات المذكورة وإبراز تلك المشكلات إلى المختصين من المرشدين النفسيين والموجهين وغيرهم.
2- المشكلات الصحية: كضعف السمع أو البصر أو عدم التوافق الحركي واللفظي لدى بعض التلاميذ... إن علاج تبعات هذه المشكلات يجب ألا يقتصر على وزارة الصحة، بل للتربية دور أساس في ذلك.
3- مشكلة التأخر الدراسي: والتي تعود عادة إلى دور الأسرة والعوامل الذاتية للتلاميذ والمدرسة.
ومن هنا لابد من استخدام جميع الوسائل لترغيب التلاميذ بالمدرسة ومراعاة الفردية وممارسة أسلوب التكرار وغيرها من الأساليب العملية التي تقلل الفجوة بين المستويات المختلفة لدى التلاميذ.
ثانياً ـ المشكلات العامة:
مع بداية كل عام دراسي جديد تعود الحركة والنشاط الدؤوب إلى طبيعتها بعد فترة الإجازة الصيفية، ولكن ما هي المستلزمات التي أنجزت لهؤلاء الطلاب كالكتاب المدرسي وتوفير معلمي الاختصاص وترميمات المرافق الدراسية وإصلاح ما أفسد في العام الماضي وتوفير المقاعد الدراسية وغيرها من المشكلات الرئيسية.
ولذلك لابد من تأمين مدرسي الاختصاص في كل المحافظات من خلال مسابقات متتالية ومستمرة للتخلص من حالة المعلم الوكيل، حيث الوكلاء يعدون بالآلاف في كل محافظة.
- التخلص من مشكلة الدوام الصباحي والمسائي، والأفضلية يجب أن تكون لتلاميذ الحلقة الأولى (الدوام الصباحي)، وليس العكس كما يجري في بعض مدارس محافظة القنيطرة على سبيل المثال.
- توزيع الكتب في اليوم الأول من العام الدراسي وعدم التأخير في ذلك.
- تسوية وضع المدارس منذ الأسبوع الأول.
- محاسبة المدرسين والمعلمين المقصرين في أداء رسالتهم بعد معرفة الأسباب ومعالجتها.
- مشكلة عدم تعاون أولياء الأمور مع إدارة المدرسة وبعضهم يتهجم على المدرس وأثناء الدوام الرسمي.
- مشكلة الكثافة الطلابية داخل الشعب حيث يصل في بعض المدارس إلى /40/ طالباً وأحياناً /50/ طالباً.
- عدم وجود المرافق الصحية على المستوى المطلوب، الأمر الذي يؤدي بالطلاب إلى قضاء حاجاتهم بجانب السور المدرسي وهو ما يسبب عادة سيئة.
- مشكلة وجود الطلاب خارج السور المدرسي أثناء الدوام أو الغياب المتكرر والتأخر المستمر دون المتابعة من أولياء الأمور عن وضع أبنائهم في المدرسة رغم تبيلغ المدرسة بذلك.
وفي الختام يجب التأكيد أنه لابد من تدقيق التقارير المرفوعة إلى المسؤولين التربويين من خلال قيامهم بزيارات ميدانية وكشف الفساد إن وجد ورصد الواقع برؤية علمية شاملة وعدم تأجيل البت في أية مشكلة قد تعترض مسيرة تطوير العملية التربوية والتعليمية.