بكين تستعد للأسوأ في «حرب التجارة» وتبحث عن «حل بناء»

بكين تستعد للأسوأ في «حرب التجارة» وتبحث عن «حل بناء»

أعلن حاكم «بنك الشعب الصيني» (البنك المركزي الصيني) يي غانغ، الأحد، في إندونيسيا، أن الصين تبحث عن «حل بناء» لتفادي حرب تجارية مع الولايات المتحدة ستضر بالاقتصاد العالمي.

وقال حاكم البنك، خلال ندوة لحكام مصارف مركزية ومسؤولين كبار جرت في بالي، إن «حلّاً بناءً أفضل من حرب تجارية يكون الجميع فيها خاسراً». وتابع: «على العالم بأسره أن يبحث عن حل للتوترات التجارية التي ليست خطيرة للصين فحسب، بل أيضاً لجيراننا ولشبكات التموين».
وأكد غانغ أن «مخاطر الصراع التجاري كبيرة، وتضر بالنمو الدولي... التوترات التجارية تمثل مشكلة لما تسفر عنه من توقعات سلبية، كما أنها تُحدِث حالة من الغموض، لذلك يشعر الجميع بالقلق».
وتصاعدت الخلافات التجارية في الأشهر الأخيرة بين واشنطن وبكين، وكذلك بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، على وقع رسوم جمركية مشددة متبادلة. وعلى الرغم من أن الاقتصاد الصيني ينمو بصورة مستدامة، حيث من المرجح أن تظهر بيانات، تُنشر الأسبوع المقبل، معدل نمو يصل إلى 6.6 في المائة خلال الربع الثالث، إلا أن حرب الرسوم بين الصين وأميركا أثرت بصورة سلبية على المستثمرين، وأدت إلى تراجع العملة الصينية بأكثر من 9 في المائة أمام الدولار خلال الستة أشهر الماضية. وفرضت واشنطن حتى الآن رسوماً جمركية مشددة على منتجات صينية مستوردة، بقيمة 250 مليار دولار، ردت عليها بكين برسوم على 110 مليارات دولار من البضائع الأميركية المستوردة إلى الصين.
وخفض صندوق النقد الدولي، خلال الأسبوع الماضي، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى تصاعد المخاطر، وفي طليعتها تلك الناجمة عن الخلاف التجاري الأميركي الصيني.
غير أن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، رأى السبت أن التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم قد يكون جيداً في نهاية المطاف للاقتصاد العالمي. وقال إن «علاقة أكثر توازناً وإنصافاً ستكون جيدة للشركات الأميركية والعمال الأميركيين والأوروبيين واليابان وجميع حلفائنا الآخرين، وجيدة للصين».
وأكد حاكم البنك المركزي الصيني، السبت، أن بكين لن تستخدم سعر صرف اليوان «أداة في التوتر التجاري»، مضيفاً أن السلطات مستمرة في جعل الأسواق تحدد سعر الصرف. في حين اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الصين، بالتلاعب بسعر عملتها.
وقال غانغ إنهم رغم ذلك يستعدون للأسوأ، أي «التعامل مع التوترات التجارية على أنها صراع طويل المدى»، وفقاً لـ«بلومبرغ»، كما أكد أن بلاده ستعمل على تعزيز الإصلاحات الاقتصادية، وستجعل اقتصادها أكثر انفتاحاً، بالإضافة إلى تحسين حماية حقوق الملكية الفكرية.