إلى متى الاستخفاف بكرامة الطلبة!
أبعد ما يمكن أن يتوقعه أو يتصوره الطالب في حياته أنه بعد إتمامه اثنتي عشر سنة من الدراسة، ولدى ذهابه لتحقيق حلمه وحلم أهله بنيل مقعد في الجامعة، سوف يتعرض للضرب والإهانة والإذلال.
في كل عام وقبل استقبال الطلاب للتسجيل في المفاضلة العامة لا يفوّت مسؤول في وزارة التعليم فرصة إلا ويدّعي الاستعداد المطلق للوزارة لاستقبال طلبات التسجيل، لكن الواقع يأتي دائماً ليثبت العكس تماماً، ولعل ما حدث من ازدحام كبير على مراكز تسجيل مفاضلة تربية القنيطرة أكبر دليل على هذه التجاوزات، والتي جاءت بمثابة الصدمة لكل من جاء للتقدم للتسجيل، خصوصاً بعد أن تم حشر /1500 ـ 2000/ طالب في ممرات ضيقة بكلية التربية بدمشق لا يتجاوز عرضها ثلاثة أمتار بطول أربعين متراً، ما تسبب بإغماءات عديدة بينهم، خصوصاً بين الإناث، بسبب الحر والصيام..
ما حدث صباح يوم الثلاثاء 1/9/2009 هو مأساة يندى لها الجبين، فقد تعرض مجموعة من الطلاب للضرب المبرح بالأحزمة من بعض مسؤولي الجامعة، ومن الحراس الأمنيين للجامعة، ما استدعى تدخل الشرطة لفك النزاع.. كل ذلك أدى لازدحام وفوضى ناشزتين، وكل من شاهد المنظر تأسف للوضع الذي وصلت إليه العملية التعليمة برمتها، خصوصاً أن ما حدث ليس مسؤولية الطلاب أو الموظفين الذين حشروا بقاعات لا تتسع لأكثر من ثلاثين طالباً، بل مسؤولية الوزارة التي حددت مدة التسجيل بخمسة أيام فقط، وتقديم أجهزة حاسوب لتخديم العملية نصفها متعطل والنصف الآخر يعاني من ضعف في الشبكة..
والسؤال المهم هنا: لماذا لم تؤمن جامعة دمشق والوزارة حواسيب كافية للأعداد الكبيرة المتوقعة من الطلاب المتنافسين على/200/ مقعد، منها /170/ مقعداً لأبناء القنيطرة و/30/ فقط لباقي المحافظات السورية، خصوصاً أن معدل القبول المتدني كان يوحي مسبقاً بحدوث ازدحامٍ شديدٍ؟ ولماذا لم تتح مدة أطول لقبول الطلبات وليس حصرها في أيام قليلة؟
فإلى متى يستمر الاستخفاف بكرامة الطلاب؟