خروج كبير لمربي الدواجن من السوق وارتفاع ملحوظ في أسعار البيض والفروج والحكومة تتفرج

بين الحين والآخر تؤكد المؤسسة العامة للدواجن أن انخفاضاً طرأ على أسعار مادتي البيض والفروج بعد تدخلات متتالية للمؤسسة وبالتعاون مع أكثر من جهة، بينما الوقائع والأسعار تقول عكس ذلك تماماً. حيث يتعرض قطاع الدواجن لتبدلات كبيرة ومتقلبة في الأسعار أدت إلى خسائر فادحة تقدّر بملايين الليرات للعاملين بهذا القطاع وخاصة المربين الصغار، نتيجة ارتفاع مستلزمات التربية،

وهذه كانت من الأسباب الهامة التي دفعت عدداً كبيراً من المربين الصغار للخروج من هذا القطاع تاركين الساحة للمربين الكبار الذين تحكموا بأفضل نوعيات هذه المستلزمات بما فيه الأدوية البيطرية، كما انتقل بعض المربين لبيع الصوص اللاحم بـ/2 / ل. س علماً أن تكلفته تتراوح بين18-20 ل. هذا التحكم  من شأنه أن يعرض أكثر من /7000/ مزرعة لتربية الدواجن في سورية لخطر حقيقي يؤدي إلى إغلاقها، ويقدر إنتاج سورية من لحم الفروج بنحو/ 200/ ألف طن سنوياً حسب ما تؤكده إحصاءات وزارة الزراعة نفسها.

كما بيَّن وزير الزراعة رياض حجاب بعد فترة من استلامه الوزارة، أن واقع المؤسسة العامة للدواجن غير مرض، وأن أرباحها قليلة جداً مقارنة بعدد العاملين والتجهيزات المقدمة والموجودة فيها، وحسب الوزير حجاب فأن أي منشأة من منشآت المؤسسة العامة للدواجن إن لم تحقق الربح المتوقع والمخطط له حتى نهاية العام الحالي سوف يعفى مديرها من عمله.

مصادر من المؤسسة قالت إن سعر كيلو الفروج شهد انخفاضاً في الأسواق وبيع في الأسبوع الأول من شهر رمضان من المزرعة بسعر 90 ليرة مقارنة بالفترة السابقة حين تجاوز 110 ل.س، وأن التسعيرة التموينية لصحن البيض حالياً 135 ليرة، ويباع بالسعر نفسه في الأسواق، لكن الجولة التي قمنا بها للتأكد من الأسعار المطروحة أثبتت عكس ذلك تماماً، فأسعار الفروج تختلف من منطقة لأخرى وفي أدنى سعر له كان بـ125 ل.س أي بزيادة 35 ليرة عن سعر المؤسسة، في حين كان سعر صحن البيض الذي يبلغ 800غ أي أقل من كغ واحد بـ155 أي بزيادة 20 ليرة، مما يعني أن المؤسسة لم  تتدخل إيجابياً في الأسواق، وطرح المادة من المنتج إلى المستهلك مباشرة عبر تسيير سيارات جوالة بالتعاون مع المؤسسة العامة للخزن والتسويق لم تغير شيئاً من الأسعار الجنونية. 

أما تحجج البعض بخروج عدد من المربين من السوق خلال الشهر الماضي، وزيادة استهلاك المواطن للحوم البيضاء كسبب رئيسي لارتفاع أسعار الفروج في الأسواق المحلية بشكل كبير عار عن الصحة، لأن هناك أسباباً متعددة لها التأثير المباشر في تحديد السعر وأهمها تحكم كبار المربين بكل ما يقدم من دعم للمؤسسة، ولعل من أهم الحلول للخروج بمنتج جيد هو تخفيض أسعار الفروج في الأسواق والحفاظ على توازنها، وذلك بتقديم الدعم لأفواج البياض الذي أتم عمره 120 يوماً منذ 1-8 وأفواج الفروج الذي أتم عمره 25 يوماً منذ التاريخ المذكور حتى يتمكن المربي من الاستمرار بالعمل وطرح إنتاجه في الأسواق قبل الوقت المحدد بالإضافة إلى تخفيض كمية الصادرات من مادة البيض خلال شهر تموز بنسبة %25 ، وأن تصل قيمة الدعم إلى 7 ليرات لكل فروج في الدورة الواحدة و25 ليرة للدجاج البياض للطير الواحد، و العمل على إحداث قانون لإقامة اتحاد نوعي لمربي الدواجن يدافع عن حقوقهم ويحل مشاكلهم .

 كما تضمن مشروع خطة المؤسسة تنفيذ عدد من الدورات التدريبية المحلية في مجال الحجر الصحي والأمن الحيوي على القطعان، وشرح نظام العقود وإدارة المناقصات العامة ونظام التهوية الحديث، وأثره على الإنتاج والقوائم المالية وفقا للمعايير المحاسبية الدولية وأهمية استخدام واختيار المضادات الحيوية على القطعان والتغذية الاقتصادية، وتركيب الخلطات للقطعان، أما خلاصة الموازنة فتتضمن ربحا قدره 33 مليون ليرة سورية.

لا يمر حديث بين المربين دون التعرض لخسائر كبيرة في هذا القطاع منها ارتفاع أسعار المواد العلفية، وانخفاض أسعار المبيع من المداجن بينما ارتفاعها في الأسواق مما يشي بأن الأرباح تذهب لجيوب كبار التجار والمربين معاً، ويتحدث المربون عن خسائر في هذا القطاع، أما على صعيد خسائر مؤسسة الدواجن ذاتها، فإنه على الرغم من أنه لم يعلن بعد، في وقت صرح فيه رياض حجاب وزير الزراعة لبعض الوسائل الإعلامية أن الرقم الذي وضعته المؤسسة هو33 مليون ل. س، ما يؤكد أن المؤسسة قد وضعت مؤشرات ربحية للخطة الإنتاجية لعام 2012، للخروج بأرقام واقعية للخسائر القادمة ووفق بعض المعطيات فإن هذا الرقم غير مرضٍ إذا تم مقارنته مع حجم الاستثمارات المالية الموظفة لمؤسسة الدواجن، والخطة الإنتاجية تضمنت بيض مائدة 385 مليون بيضة مخطط و2270 ألف فروج و13600 ألف صوص فروج مخطط و4215 ألف صوص بياض مخطط والخطة التصديرية من بيض المائدة و بيض تفريخ فروج 600 ألف يورو، وتضمن مشروع الخطة التجارية تسويق المنتجات الرئيسية و المنتجات الثانوية بقيمة إجمالية قدرها 2593380 ألف ليرة سورية.

أما رأي المؤسسة فقد جاء على لسان مديرها العام عندما أكد أن المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي هي التي تقوم بتأمين الرواتب للموظفين من إيراداتها، وأن مؤسسة الدواجن تقوم بتنفيذ خطتها الاستثمارية منذ عام 1985 إلى الآن بتمويل ذاتي، وقد قدرت المبالغ المصروفة من المؤسسة على المشاريع العائدة لها بـ / مليار/ و480 مليون ل. س، كما تم تحويل/272/ مليون ل. س من الفوائض الاقتصادية إلى وزارة المالية.

يذكر أن مؤسسة الدواجن تغطي %10 من حاجة السوق من مادة البيض، و%3 من حاجة الفروج، وتغطي 15-20 % من الصوص البياض، كما يقدّر عدد العاملين بالمؤسسة بأكثر من /1800/ عامل. وأن سورية تحتل المرتبة الثالثة عربياً بالنسبة لإنتاج البيض والفروج بعد مصر والسعودية، وهي في المرتبة الأولى عربياً من حيث التصدير إلى أسواق العراق، وقطر، وغيرها من الدول كدول أوربا الشرقية، وقد استطاعت تصدير/ مليار/ و100 مليون بيضة عام 2010 وتشكل %25 من إنتاج سورية.