العبث بسعر البطاطا.. لعبة خطرة
بمناسبة قدوم شهر الصوم ارتفعت أسعار معظم السلع الغذائية الموجودة في الأسواق المحلية، وعلى رأس هذه المواد مادة البطاطا..
والبطاطا كما هو معروف، هي إحدى عناصر الغذاء اليومي للشرائح الشعبية في سورية، وربما تكون العنصر الأهم في سلة الفقراء الغذائية، وقد وصل العبث الاحتكاري إليها بشكل فاقع مع بداية الشهر الفضيل، فخلال أيام قليلة وصل سعر الكليو غرام الواحد من هذه المادة إلى نحو 30 ليرة سورية، أي بارتفاع تقارب نسبته الـ100% عن السعر القديم، ويبدو أن البعض لم يدرك بعد مدى خطورة اللعب بأسعار هذه المادة الغذائية الرئيسية لمحدودي الدخل، الذين إذا كان بإمكانهم التخلي مرغمين، كلياً أو جزئياًً عن استهلاكهم من اللحوم، والعديد من الأنواع والأصناف الأساسية من الفواكه والخضار، إلا أنهم لن يستطيعوا التنازل عن حقهم في البطاطا لأنها جزء من حقهم في الحياة!
فوجبة البطاطا هي مركز ثقل في مائدة الفقراء سواء أكانت مطبوخة، أم مقلية، أم مسلوقة، أم مشوية.. وقد باتت تحمل عبء غياب بقية المواد الغنية بالبروتينات والنشويات كاللحوم والفاكهة وغيرها.. لذلك فإن ما جرى مؤخراً من ارتفاعات مخيفة في الأسعار عموماً وأسعار البطاطا خصوصاً، هو عبث غير محمود العواقب بقضية خطيرة يجب عدم المساس بها، وجهل وسوء تقدير لما آلت إليه أحوال الناس في ظل السياسات النيو ليبرالية المدمرة، لذا يتوجب على الجهات المعنية بوضع الأسعار ومراقبتها إعادة النظر فوراً بالأسعار الحالية للبطاطا، والعودة إلى التسعيرة القديمة على أقل تقدير، وهذا الإجراء الخجول قد لا يؤثر كثيراً على حيتان السوق الذين يتحكمون بقرارات الحكومة وتوجهاتها وبرامجها، ومستوى نهمهم للربح غير المشروع، لكنه بالتأكيد سيرفع عن كاهل المواطن السوري الفقير احتمال الموت البطيء نتيجة سوء التغذية!!
أيها الفريق الحكومي الوطني، الظريف، اللطيف، الحبّاب، الآدمي، الإنساني، العصري... إذا تحولت البطاطا لدى الفقراء إلى حلم عصي التحقيق، شأنها شأن الدراسة الجامعية، وكفاية الراتب، وإيجاد منزل أو وظيفة، فماذا يبقى من حقهم في المواطنة؟؟.