فضائح الفساد في جامعة تشرين السورية

كشف بعض طلاب جامعة تشرين السورية في حديث علني عن فضائح خطيرة يمارسها عدد من أساتذة الجامعة يندى لها جبين المؤسسة التعليمية، فخلال لقاء للدكتور محمد بصل عميد كلية الآداب مع طلبة معسكر التدريب الجامعي الثاني في اللاذقية أواخر تموز 2009 بمناسبة تجديد البيعة للرئيس بشار الأسد، أشار عدد من الطلبة لبعض هذه الممارسات المشينة, وهي ظاهرة قيام بعض المدرّسين بيع المواد للطلبة، وضمان النجاح مقابل مبالغ مالية تتراوح بين خمسة وعشرة آلاف ليرة سورية للمادة الواحدة.

 الطلاب أكدوا للعميد أن البيع يتم من شعبة الامتحانات بالنسبة للأساتذة الشرفاء الذين يأبون هذه الممارسة المنحرفة، وقد أفصح بعض الطلبة عن أسماء هؤلاء المدرّسين وموظفي الامتحانات، فاتهموا الأستاذ (ي. ز) مؤكدين أنه قال للطلبة علانية إنه سيفعل كل ما باستطاعته حتى لا ينجح عنده أحد من الدورة الأولى، بل وحتى الثانية لتقديم المادة (مع العلم أن الطالب الذي يشتري ينجح من الدورة الأولى)، والأستاذ (م. ف) الذي اشتهر ببيع المادة علانية وعقد سوق مساومة وبازاراً لمن يدفع أكثر، وضمان النجاح للطالب المشتري على أن يضع علامة مميزة على ورقة الإجابة يستدل بها على هوية الطالب، ويمنحه حقه بالنجاح بكل أمانة سواء أجاب عن الأسئلة أم كتب بعضاً من مذكراته الشخصية.

كما اتهموا كل من الأساتذة (ر. م) و(ع. ص) و(ض. ب), و(ت. ج).. وغيرهم..

وقال بعض الطلبة أنهم تمكنوا من شراء الأسئلة من موظفي شعبة الامتحانات للأساتذة الشرفاء، ووصل الأمر إلى حدّ المتاجرة بين الطلبة أنفسهم، حيث يقوم طالب بشراء الأسئلة بمبلغ يتراوح بين خمسة وعشرين وخمسة وثلاثين ألفاً، فيقوم بدوره بالمتاجرة بها وبيعها للطلبة الموثوقين من قبله بمبلغ ألف أو ألفي  ليرة، فيكون قد كسب الأسئلة مجاناً إذا لم يربح أكثر من موظف الامتحانات.

وقال أحد الطلبة إنّ فرصة شراء المواد والأسئلة متاحة جداً بسبب تعدد النماذج الامتحانية وتعدد المدرّسين للمادة الواحدة، حيث بلغ أحياناً خمسة مدرّسين لبعض المواد كالأدب الجاهلي, وثلاثة لمادة البلاغة.

ويتمنى طلاب الجامعة اعتماد الكتاب الجامعي, والمقرّر الموحّد للجامعات السورية, وأن يكون تصحيح أوراق الجامعة في جامعة أخرى على غرار الثانوية العامة, أو أتمتة المواد على غرار جامعتي  حلب ودمشق المتنزهتين عن هذه الظواهر الشاذة.

وطالب طلبة جامعة تشرين الرئيس بشار الأسد للتدخل شخصيا لقمع هذه الانحرافات التي تسيء إلى سمعة الجامعات السورية, ووضع الحلول الجذرية لها بالتعاون مع د.غياث بركات وزير التعليم العالي ود. محمد يحيى معلا رئيس الجامعة, وهما من الشخصيات المهمة في سورية لمكافحة الفساد والرشاوى المتسللة إلى الوسط التعليمي.

وفي نهاية اللقاء تمنى د. محمد بصل على الطلبة تقديم الأدلة المادية على هذه الاتهامات ووضعها أمامه وأمام رئيس الجامعة، ووعدهم بمحاسبة الفاسدين في حال ثبوت أي اتهام، لكن الطلبة احتجوا لعدم قدرتهم على تقديم الدليل، لاسيما وأن بعض الطلبة الفاسدين والمنحرفين من طلاب السنوات المتقدمة يتاجرون بالتوقعات بين أوساط الطلبة المستجدين، فيستغلونهم على أنها أسئلة تم شراؤها، وبذلك تختلط الأسئلة المشتراة بالتوقعات المزيفة، مما يصعب تقديمها  للجامعة كدليل مادي. كما لا يجرؤ أي طالب على تقديم شكوى علنية خوفاً من استهدافه من الدكتور المتهم في حال عدم ثبوت الشكوى أو التملص من المسؤولية والعقاب، فالدكتور محمد بصل ألمح بأن الطالب الذي يتهم أحد المدرّسين ولا يثبت ذلك بالدليل سوف لن ينجح في هذه المادة ومدرسها على قيد الحياة مهما كانت إجابته في الامتحان دقيقة، لأن الدكتور سيّد المادة..

فهل يبقى الدكتور سيد المادة حتى لو كان من الفاسدين؟

ملاحظة:

المعلومات الواردة أعلاه وصلت إلى قاسيون على شكل رسالة مذيلة بالتوقيع التالي: «طلبة كلية الآداب في جامعة تشرين – قسم اللغة العربية - معسكر الشهيد اسكندر ديب للتدريب الجامعي – اللاذقية سورية في 1/8/2009»، وقد قمنا بالاستعاضة عن الأسماء الصريحة للأساتذة وصفاتهم بحروف، كما أهملنا بعض المعلومات التي تخرج عن الغاية العامة.. وقد تأكدنا قبل قيامنا بنشرها من حقيقة حدوث هذا الحوار بين العميد والطلبة... وللحديث بقية.