برسم وزارتي التربية والصحة.. من يحمي التلاميذ من الإصابات الطارئة؟
«سيفان نصر الدين» هو اسم تلميذة في الصف الأول، تنتمي إلى عائلة فقيرة، حيث يعمل الأب (معلم دهان)، وأمها ربة منزل، وقد سجلها ذووها في مدرسة أحمد القادري للتعليم الأساسي في قرية المفتي بالحسكة، دون أن يدركوا ما ينتظرها، وهو قد ينتظر أي تلميذ في كل المحافظات السورية، إذا ما استمر التراخي التربوي، والإهمال الصحي سائراً على المنوال ذاته.
فأثناء خروج «سيفان» من الدوام في اليوم الثاني من دخولها إلى عالم (مؤسسات) التربية والتعليم، تعرضت إلى ضرب غير متعمد بغصن شجرة على يد تلميذ من الصف السادس كان يلعب مع أقرانه لعبة المبارزة بـ«السيوف الخشبية». لكن المشكلة أن هذا الضرب أدى إلى حدوث جرح طولي كبير ونزف في منطقة العين، ما استدعى إسعاف التلميذة ذات السنوات الست إلى المستشفى، وهناك بقيت في انتظار طبيب أخصائي ما يقارب الساعة والنصف تقريباً، ما نتج عنه في النتيجة إصابتها بالعمى الكامل في عينها اليسرى.. وهذا ما اضطر ذويها لنقلها إلى دمشق على نفقتهم الخاصة للمعالجة.. ولكن بكل أسف دون جدوى، فأقصى ما قدمته لها مشافي العاصمة الرعاية الدقيقة والخاصة للحفاظ على العين السليمة الباقية ومنعها من التعرض لمصير نظيرتها.
«سيفان» هي الضحية هذه المرة، وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم تتم محاسبة أحد لا في «التربية» ولا في «الصحة».. والحوادث تتكرر، ولا توجد أية ضمانات أو تعويضات تحمي التلامذة الصغار من حوادث مشابهة