أبو فهد أبو فهد

ملوحيات

كم هو مؤلم أن تفتقد من كنت تجد فيه القدوة والنموذج.. ذاك الممتلئ صفاء ونقاء وعطاء وخبرة.. أستاذي الجليل عبد المعين.. الشيوعي المزمن الذي طالما استلهمت من دفق حيويته وعمله وتفاؤله الثقة الأكيدة بأن الآتي لابد سيكون أحلى وأفضل... إن خواطره التي خص يها «قاسيون» خير شاهد موثق عن ذلك.

وكأني وأنا أنقل الخواطر الأخيرة التي زودنا بها قبل رحيله بأسبوعين أردد قول الشاعر:

الخط يبقى زماناً بعد كاتبه

وكاتب الخط تحت الترب مدفون

 

معاملتان

حدثني أستاذي الدكتور محمد كامل عياد فقال:

كنت في ألمانيا عند بداية الحرب العالمية الأولى، واحتجت إلى دواء كنت أستعمله قبل الحرب. دخلت صيدلية تديرها امرأة وطلبت الدواء..

فسألتني: أتريد الدواء الذي صنع قبل الحرب، أم الدواء الذي صنع بعد الحرب؟

فقلت لها: ما الفرق بين الدواءين؟

قالت: لا فرق، ولكن عندي كمية من هذا الدواء قبل الحرب وسعره (2 مارك)، وجئت بكمية ثانية من هذا الدواء بعد الحرب وسعره ماركان ونصف، فأيهما تريد...

تذكرت هذه الحادثة المثالية في المعاملة، ورأيت ما يفعله عندنا الكثير من التجار الذين يملكون بضاعة كثيرة قبل ارتفاع الأسعار، فيبيعونها بأسعار ما بعد الغلاء، وكأنهم استوردوا بضائعهم بالأسعار الجديدة.

وصحت: متى يصبح أمثال هؤلاء بشراً لهم وجدان؟!!

دمشق 5/3/2006

■ الراحل الكبير الأستاذ

عبد المعين الملوحي

شيوعي مزمن

آخر تعديل على الثلاثاء, 01 تشرين2/نوفمبر 2016 22:47