أريد أن أشارك
خلال زياراتي شبه الدورية الأسبوعية تقريبا، كنت أجلس إليه في غرفة مكتبه ومكتبته في آن واحد بمنزله قرب وزارة الصحة بدمشق لأسرد على مسمعيه خلاصة وافية عن أخبار وعمل وجهود الرفاق وأحوال المدينة.
وأستمع إليه وهو –كعادته دائما- يبوح بما لديه من أفكار وشؤون ببساطة آسرة وشفافية قلّ نظيرها، ويمكنني القول بكل الدقة والصدق إنه مسكون بحب الإنسان والإنسانية، ومعبأ بالكره والعداء المشروع للاستعمار والقهر والظلم وبخاصة نقمته الشديدة على الاستبداد و المستبدين، على الطغاة الجاثمين على صدور شعوبهم، وما زال صوته في أذنيّ حارا ودافقا وهو يرجو أن يشاركنا الاعتصام أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي عند باب قلعة دمشق ذلك الاعتصام الأسبوعي الذي كرسناه لدعم الانتفاضة الفلسطينية منذ أكثر من خمس سنوات ومن ثم صار مكرسا ضد كل أعداء الخارج وفي رأسهم الإمبريالية الأمريكية والصهيونية وحلفائهما وكذلك أعداء الداخل من لصوص وفاسدين ومفسدين.!!
كان هذا الكلام أوائل شهر شباط الماضي، وقد وعدته حينها أن أحقق رغبته تلك، وأمر على داره الخميس المقبل لأصطحبه ليشارك في الاعتصام، وهو «ابن التسعين من العمر»... لكن الطقس يومها لم يكن مواتيا لتحقيق رغبته الحارة، فقد كان البرد شديدا، ولا أحد يرضى أن يتعرض رفيقنا وأستاذنا الجليل لمثل ذلك البرد و«لسوء الحظ أيضاً» وهذا هو المستهجن والغريب فقد «فوجئنا» بمنع الاعتصام، وليعذرني القراء إن قلت: إنني حزين حتى العظم، لأنني لم أستطع أن أحقق للشيوعي المزمن طلبه الغالي في مشاركة الرفاق اعتصامهم، لكنني أستطيع القول وبكل ثقة، لئن رحلت عنا أيها الرفيق عبد المعين الملوحي فإن ما غرسته فينا من حب للإنسانية وللمستضعفين، ومن كره لأعداء الخارج والداخل سيبقى حافزا لنا دوما لمواصلة النضال المشروع لخير الشعب والوطن وستكون معنا في كل اعتصام ومظاهرة ونضال!.