التربية والتعليم... بالعض
تتطور وسائل التربية والتعليم باستمرار... وهدفها هو الكشف عن قدرات أبنائنا وتنميتها لإعداد كوادر تبني الوطن... وقد سمعنا عن التعليم الإلكتروني... والتعليم عن بعد والتعليم المفتوح... والموازي... ولكن التربية، بالعض لم نسمع بها إلا مجدداً... وأيُّ «عض»؟!
معلم في إحدى مدارس دير الزور قام بإجبار ثلاثة تلاميذ بعض فردة حذاء قديمة ممزقة، والسبب أنهم كانوا يلعبون بها كرة قدم، وقد تقدم أحد الأولياء بشكوى إلى مديرية التربية، وما تزال المسألة قيد البحث!!
إننا نرى أن حل المشكلة لا يكون بمعاقبة المعلم فقط وإنما بمناقشة جوهر المشكلة التربوية والتعليمية على كافة المستويات.
كيف وصل التلاميذ إلى حد اللعب بفردة الحذاء الممزقة؟! وكيف وصل هذا المعلم إلى هذا المستوى، وإلى هذه الطريقة في العقاب، بدل العض بالنواجذ للحفاظ على كرامة الوطن وأبنائه، وتعزيز عزة النفس وثقافة المقاومة لكل ظلم وتسلط.
للإجابة عن السؤال الأول: كلنا يعرف أن الأطفال يتمتعون بطاقات كبيرة، ومنها الطاقة الحركية، وقد خصصت حصص التربية الرياضية لتحقيق أهداف متعددة، منها امتصاص هذه الطاقة حتى لا تشغلهم عن متابعة المواد الأخرى، وتوجيه هذه الطاقة للإبداعات والمواهب، لكن الواقع أن حصص التربية الرياضية تعتبر في مدارسنا وقتاًً ضائعاً يمكن استغلاله بمواد أخرى، والتعامل معها لا يتم وفق جدية الأهداف بل تلقى الكرات للتلاميذ... وليحدث ما يحدث! بالإضافة لافتقار المدارس للملاعب والتجهيزات الرياضية.
أما السؤال الثاني وهو وصول المعلم إلى هذا المستوى فسببه السياسة التعليمية المتبعة في اختيار المعلمين التي لا تتم على أساس الكفاءات وإنما حسب الوساطات... والانتماءات وطرق الإعداد لهم، مما خلق طريقة «العض» السلطوية والقمعية هذه.
إن المتابع للسياسة التربوية والتعليمية المتبعة وعلى كافة المستويات.. وحتى التعليم العالي يجد أن نتائجها أدت إلى ازدياد نسبة الأمية وحرمان أبناء الوطن من فرص التعليم الحقيقي المبني على القدرات والرغبات والحاجات.
وهذه الحادثة بالإضافة إلى حوادث أخرى سابقة سواء بالضرب الوحشي أو حتى الاعتداء الجنسي تقرع لنا ناقوس الخطر. فأين الجهات المسؤولة؟! وأين نقابة المعلمين؟! وخاصة في هذا الوقت الذي نحن بحاجة فيه إلى كل ابن من أبنائنا.