بعد عشر سنوات من السقاية بمياه الصرف الصحي فلاحو السلمية خسروا حقولهم ومحاصيلهم . . . وما في جيوبهم
منذ أكثر من (15) خمسة عشر عاماً تم إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي لمدينة السلمية في الجهة الغربية من المدينة، وتقع في منتصف الطريق بين مدينة السلمية وبلدة تلدره الواقعة إلى الغرب من السلمية بحوالي 12كم، لكن هذا المشروع لم يتم استكماله حتى الآن، ومياه الصرف الصحي بما تحمله من تلوث تمر ضمن مجرى مائي قديم بعد الخروج من محطة المعالجة «المفترضة» دون أية معالجة.
يمر هذا المجرى الملوث في بلدة تلدرة، ويصب في الجهة الغربية منها في سد سطحي أقيم من أجل حبس مياه الأمطار والسيول في الشتاء للاستفادة منها في الري وتغذية المياه السطحية في المناطق المجاورة للسد، ولكن ما حصل أنه تم تغذية المياه السطحية من المياه المالحة الناتجة عن الصرف الصحي، وتلوثت مياه الآبار المجاورة للمجرى المائي، وظهر ذلك بعد تحليل عينات من المياه حيث تبين أنها ملوثة كيميائياً وجرثومياً. ولكن رغم ذلك أقامت مديرية حوض العاصي في حماة مشروعاً للري وسقاية المحاصيل الزراعية باستغلال مياه الصرف الصحي التي تخرج من محطة المعالجة دون معالجة (كما ذكرنا) وتم توزيع هذه المياه المالحة من خلال قساطل لإرواء مساحة (1000) ألف دونم في المنطقة الزراعية الوحيدة التي كانت تروى سابقاَ من آبار سطحية.
فرح الفلاحون في المنطقة بهذا المشروع لأنه وفر لهم مصدراً مائياً دائماً للسقاية وذلك لشح المياه في منطقة السلمية وصعوبة الحصول عليها، وتم تسجيل المساحات وحيازة كل فلاح، وفرض مبلغ 400 ل.س أجرة سقاية للدونم الواحد لصالح مديرية حوض العاصي، إلا أن الذي اكنشفه الفلاحون بعد سنتين من استخدامهم مياه الصرف الصحي لري الأراضي الزراعية أن هذه المياه غير صالحة نهائياً لسقاية المحاصيل، وتم تلوث كبير في التربة وانخفاض مردود الإنتاج على جميع المحاصيل، وازدادت ملوحة الحقول بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة الدائمة في المنطقة ونفشي الأوبئة والأمراض.
تقدم الفلاحون بالعرائض إلى محافظ حماة والمسؤولين في المحافظة وإلى مديرية البيئة ومديرية حوض العاصي، ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. بل أصرت مديرية حوض العاصي على تحصيل مبلغ 400 ل.س على الدونم من الفلاحين حتى بعد أن توقف معظمهم عن السقاية نتيجة لعدم صلاحية المياه للسقاية، وحتى الآن ومنذ عشر سنوات تعاني المنطقة من التلوث الجرثومي والكيميائي بالإضافة إلى تشكّل مساحات من المياه الراكدة في المجرى المائي والذي تمر به مياه الصرف الصحي ناشرة الروائح الكريهة والبعوض الذي لا ينقطع.
يطالب الفلاحون في منطقة السلمية وأهالي بلدة تلدرة بما يلي:
1 ـ توقيف العمل بمشروع الري وعدم تحصيل الضرائب المفروضة على السقاية حتى يستكمل المشروع وتصبح المياه معالجة وصالحة للسقاية.
2 ـ تمرير المياه عبر قساطل غير مكشوفة في المجرى المائي الذي يمر عبر بلدة تلدرة.
3 ـ الكشف من الجهات المختصة وفحص المياه لمعرفة مدى التلوث الناتج عن السقاية للمزروعات، لأن جميع المزروعات سواء أكانت ورقية (خضار) أو غيرها باتت معرضة للتلوث وهي تنقل التلوث إلى الإنسان عن طريق السلسلة الغذائية.
4 ـ التعويض على الفلاحين لاستصلاح أراضيهم بعد مضي 10 سنوات من السقاية بالمياه المالحة والملوثة، وذلك مسؤولية الجهة صاحبة مشروع الري، أي مديرية حوض العاصي.
■ السلمية - سالم حيدر