ابن الست وابن الجارية

  قسم رئيس بلدية «تلدرة» التابعة لمنطقة السلمية سكان البلدة إلى قسمين:

أبناء الست، وهم الذين صوتوا له في الانتخابات، ولهم الحظوة، ومعاملاتهم لا تعرقل، ويستفيدون من المشاريع الخدمية..

وأبناء الجارية وهؤلاء هم الذين لم يصوتوا لرئيس البلدية في الانتخابات الأخيرة.. معاملاتهم معرقلة، ويبذل قصارى جهده لكي لا يستفيدوا من المشاريع والخدمات التي تقوم بها البلدية ضمن الخطة السنوية، من صرف صحي وتزفيت وإنارة ومخطط تنظيمي وغيره.

أقامت البلدية في بلدة تلدرة مشروعين للصرف الصحي: الأول في الجهة الشمالية من البلدة، والآخر في الجهة الجنوبية. المشروع الأول يمر عبر أراض غير مسكونة نهائياً وغير مستملكة من البلدية بطول حوالي 1.5كم، بعدها يصل إلى منطقة تجمع سكني على أطراف البلدة حوالي (15) خمسة عشر مسكناً قسم من المساكن لم يستفد من المشروع ويقدر عددهم بـ(6 مساكن) من أصل (15) رغم الاحتجاج من المواطنين السكان هناك والشكاوي إلى المحافظة والمسؤولين كلها ذهبت دون جدوى أمام إصرار رئيس البلدية محتجاً أن الشارع أمام بيوتهم غير مستملك علماً أن المشروع بالكامل يمر عبر أراضي كلها غير مستملكة وغير مسكونة ونفذ كل هذا المشروع ليس رغبة في خدمة هذا التجمع السكني ولكن لغاية في نفس يعقوب. وما جرى في المشروع الشمالي كذلك وقع الشيء نفسه في المشروع الجنوبي والأمثلة كثيرة ومعاناة المواطنين في البلدة كبيرة من مثل هذه التصرفات.

شوارع البلدة بائسة محفرة رغم أن الميزانية موجودة لتزفيت الطرق في البلدة، إلا أنه تم تأخير مشروع التزفيت المقرر من مجلس البلدة وعرقلته لأنه غير موافق عليه من رئيس البلدية، فهو مصر على تنفيذ مشروع آخر على مزاجه ضارباً بعرض الحائط بقرار أعضاء المجلس المنتخبين من أهالي البلدة، وهذا ما أدى إلى تدوير المشروع من السنة الماضية 2006 إلى السنة الجديدة 2007.

جرى تنفيذ مشروع تزفيت دخلات قصيرة في الحارات ضمن البلدة، ورغم تسمية أماكن الدخلات على المخطط التنظيمي وتحديد أماكنها ضمن خطة (2005)، فقد تم استبدال بعضها بأمكنة أخرى وبقيت بعض الدخلات دون تزفيت لأن سكانها من أبناء الجارية.

إلى متى يبقى صوت المواطن المظلوم غير مسموع ولا يجد جهة يشتكي إليها؟؟ وإلى متى يبقى هذا الفساد الإداري والمزاجية في العمل والتعامل مع المواطنين والتحكم بمصالحهم خدمة لمصالح ومزاجية أشخاص يستغلون مناصبهم الوظيفية لمصالحهم الشخصية؟؟

هل الفساد الإداري أصبح مقونناً ومشرعناً؟؟ ولماذا صوت المواطن لا يسمع؟؟ ومن يحمي الفاسدين والمفسدين؟؟

نرجو أن يصل صوتنا عبر جريدة «قاسيون» التي تمتاز بالجرأة في تبني مطالب المواطنين المظلومين، إلى آذان المسؤولين ليبادروا إلى الإجابة عن هذه الأسئلة التي لا نعتقد أنها تحتاج إلى تفكير طويل..

■ السلمية - سالم حيدر

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:31