المخترع «فايز عجيب».. حياة حافلة بالابتكار
فايز عجيب مخترع سوري استطاع أن يقدم العديد من المخترعات التي تنم عن عقل إبداعي متميز..
بدأ عجيب ابن مدينة جبلة حياته في عالم الاختراع منذ عام 1964، ومازال حتى يومنا هذا مواكباً لكل جديد في عالم الاختراع..
في شبابه التفت إلى الاختراعات الحربية، واستطاع أن ينجز في هذا المجال عدة اختراعات منها جهاز إرسال وصل مداه إلى 8 كم، ودراسات عديدة حول اختراعات حربية متعددة مثل تقديم دراسة للغم مضاد لكاسحة ألغام أوصلته إلى السجن!
في فترة السبعينات توجه إلى عالم الأجهزة الطبية، واستطاع أن يخترع ويبدع في هذا المجال، خصوصاً أنه كان قد اطلع على العلوم الطبية الصينية والعربية والطب المعاصر، وكان اختراعه الأول جهاز معالجة الوجه نال عليه براءة الاختراع رقم 4592، وهو عبارة عن جهاز بخار خاص بالوجه صممه عام 1996، ثم نال براءة اختراع ثانية باختراعه جهاز طبي جديد تحت اسم (فاريو) المسجل لدى مديرية حماية الملكية التجارية والصناعية تحت الرقم (4972)، وهو يعالج التهاب مفاصل الفك الصدغي والتكلس والضرس والنخر، وهذا الاختراع يفوق الإبر الصينية ويبذها قدرة على الشفاء. حاز عجيب أيضاً على براءة اختراع عن جهاز (فاريو- مساج) برقم (4589)، وقد تبين أن لهذا الجهاز قدرة عالية على معالجة الأمراض الداخلية عن طريق أسفل القدم، دون استخدام الأدوية، ويساعد الجهاز على معالجة أمراض العمود الفقري من الديسك وانقراص الفقرات وانزلاق الفقرات وتشنج العضلات والجنف، وله عدد كبير من الاختراعات الأخرى التي لم تر النور لأسباب مادية..
يقول عجيب بهذا الصدد: «إن المخترعين لم يتلقوا التشجيع المناسب والحوافز المادية التي تساعدهم على الاستمرار في طريق الإبداع والاختراع، وكم من المخترعين خسروا اختراعاتهم وخسرهم الوطن بسب الروتين وعدم الاهتمام ومد يد العون.. ورغم المؤتمرات السنوية لعرض الاختراعات الجديدة للمخترعين السوريين، إلا أننا لم نصل بعد إلى الغاية المطلوبة.. هناك استعراض إعلامي يحصل خاصة عند حضور عدد من الوزراء للمعارض السنوية لجمعية المخترعين السوريين.. مجرد تشريفات وتصوير وجعجعة بلا طحن، وحين ينتهي المعرض ينتهي كل شيء»!!
عجيب حل ضيفاً على الجماهيرية الليبية ليكون ضمن الفريق الذي قام بتكريم المخترعين الليبيين، وكان المهندس محمود عجيب، ابنه، أحد المكرمين في الجماهيرية، ورأى مخترعنا بعينه تكريم ولده محمود وباقي المخترعين، وأدهشه قيام الدولة بمساعدتهم وتشجيعهم عبر الحوافز المادية والمعنوية، وتمنى لو أن الحال عندنا هكذا..
سيكون عجيب قريباً ضمن فريق سيتم تكريمه في مصر، حيث تلقى دعوة بهذا الخصوص، ورجاؤه أن يلقى المخترع السوري المساعدة الحكومية المناسبة للاستمرار في الإبداع خاصة وأن الجميع يعرف كفاءة وتميز المواطن السوري في مجال الاختراع..
إنه لمن المهم أن تقوم جمعية المخترعين السورية بالحفاظ على حقوق أعضائها الذين تجاوز عددهم الـ300 مخترع، وأيضا من الضروري التمييز بين الاختراع، ومشاريع التخرج لطلاب المدارس والجامعات.. إذ يجري الخلط بين هذه القضايا خلال المعارض السنوية المشتركة، يجب أن يكون هناك ركن خاص أو معرض خاص للمخترعين السوريين وابتكاراتهم الجديدة ذات المستوى العالي التي يجب أن تتبناها الدولة بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لها، وبين الأعمال اليدوية والمقتبسة التي لا تصنف علميا كاختراع. إن الفوضى العارمة في هذا المجال أعطت براءات اختراع لأناس لا يستحقونها، فالوساطة لها دورها حتى في مجال الاختراع والإبداع. وهنا لابد من إعادة النظر في اللجان العلمية التي تقوم بدراسة الاختراعات المقدمة إليها، حيث يجب أن تتمتع هذه اللجان بمصداقية علمية ونزاهة عالية، حتى تكون تقاريرها موضوعية. فاللجان الحالية لا تبذل الجهود الكافية في تقويم الاختراعات المقدمة إليها.
فيما يتعلق بالقروض، يعاني المخترع الأمرّين لأجل تدعيم اختراعه، حيث يقوم بالعديد من التجارب للوصول إلى الغاية المطلوبة، فكيف يؤمن هذه المصاريف إذا لم تقم الدولة بواجبها تجاه المخترعين..
يقول (عجيب) في الختام: لا أخفيكم أنه رغم كل الصعوبات والظروف المادية القاسية، فإني أتابع تجاربي، وستسمعون قريباً أخباراً طيبة حول اختراعات جديدة ومهمة.
■ إبراهيم نمر