صفر بالسلوك كردو لاعباً
لم يكن كردو سوى نجم فريق الدرباسية بكرة القدم، وكان دوري القرى والبلدات وقتها حامي الوطيس، ولكن أمر مشاركته كان رهناً بيد الشرطة لأنه كان نجم المخافر أيضاً، كيف لا وهو نجم الليالي المظلمة،
إنه لص الدرباسية الأول دون منازع، وكانت الشرطة عندما تبلغ عن جريمة سرقة تقبض على كردو كإجراء روتيني وبعد ذلك تبدأ تحقيقاتها، ولم يكن كردو لصاً حقيقياً، كان فقيراً ورياضياً لذلك فقد كان يحتاج إلى نظام غذائي خاص، وبالطبع فإن البيض والحليب والفواكه ضرورية لكردو، وعلى اعتبار أنه لم يكن يملك ثمنها فقد كان يسطو على البيض من تحت الدجاجات الهانئات الحالمات تحت شمس الدرباسية الساطعة، كما أنه كان يهاجم الابقار والأغنام ويسحب منها بعض الحليب، ومساء يمر كردو ببساتين الفاكهة ويسرق منها ما تيسر، ومع ذلك فقد كان رجال الشرطة يحبونه.. لأنهم ببساطة يحبون كرة القدم ولا يريدون لفريق الدرباسية أن يُهان على يد فريق بلدة أخرى كعامودا أو رأس العين. لذلك كان مدير الناحية المولع بفريق البلدة يخرج كردو من خلف القضبان برفقة ثلاثين شرطياً هم جيش الدرباسية وأعداء الدجاج فيها لكثرة محبتهم للحم هذا الطائر الأليف الذي لا يطير، وكان كردو يدخل إلى الملعب مخفوراً وسط تصفيق الجماهير كي يبدأ مآثره بإحراز الأهداف، وكان عندما يحرز هدفاً يركض خارج الملعب معبراً عن فرحته، وكان زملاؤه في الفريق يلاحقونه كي يعانقوه وكذلك رجال الشرطة وهم يضعون أيديهم على مسدساتهم تحسباً لهروبه، وبعد ذلك كان كردو يتزحلق مستعرضاً فيرتمي عليه اللاعبون وفوقهم يرتمي رجال الشرطة، بينما ينتظر الجمهور والفريق المنافس خروج النجم من تحت فريقه وحراسه ليستأنفوا المباراة. ودائماً كان كردو يخرج منهكاً وهو يقسم أنه لن يحرز هدفاً بعد الآن. ولكن تهديدات الشرطة بالفلق والتعذيب كانت تجبره على إحراز الأهداف وهو يردد.. يا إلهي كم هو صعب أن تكون لصاً ولاعباً بآن واحد.