نهاركم مازوت...اعذروهم!. مازوت مازوت...
لا تسيؤوا الفهم، فنحن لا نبيع المازوت، إنما نحن نتنفسه بدل البنزين والأوكسجين، وأنتم أيضاً، تتنفسونه وتمسحون وجوهكم به كلّ صباح، وكلّ مساء، وهو مازوت وطني ومن النوع الجيد، فلا تقلقوا، صحيح أن البنزين ، وإن كان وطنياً، أغلى وأفضل وأكثر ضرراً من المازوت (شقيقه بالرضاعة)، وصحيح أن الأوكسجين مع كونه مشتركاً بين جميع الأمم، ومع كلّ ما يحتويه من كرابين ثانية وثالثة أحياناً، سيبقى الأرخص والأطيب والأكثر صحةً، لكن، وبكلّ أسف... المازوت وحده المتوفر لديهم حالياً (وهو سيد المحروقات)، فامسحوا وجوهكم واعذروهم!..
كم من المرات حاولوا أن يحموا رئات أطفالكم من مازوتهم؟!، وكم من المرات قاموا برفع سعره عليكم ليحموكم من جحيمه؟!، لكن هروبكم من البرد القارس في الشتاء يستند بشكل أساسي إلى المازوت، وإحضار السلع والخضار إلى موائدكم، يتم على ظهور الشاحنات التي تعيش على المازوت، ونقل الصغار منكم إلى مدارسهم، والكبار إلى أعمالهم، يعتمد على الباصات وصغارها العطشى دائماً للمازوت، والوقائع كانت دائماً عدوكم وعدوهم، فباء هذا الحل وكل الحلول المشابهة، بالفشل..
ولم يتبقّ عليكم إلا أن تلوموا أنفسكم، فلولا أنكم كثيرو النق والتجوال والشط والترحال، لما كنتم عرضتم أنفسكم ولا أنفاسكم، لخطر المازوت. فلو سمحتم، الزموا بيوتكم، (وبلاها الوظيفة والعيشة الهنية)، واستخدموا البطانيات بدل الصوبيات في الشتاء، لأن الكهرباء ومع كونها (بلا ريحة) فهي أصلاً لا تشم في بيوتكم، وفي حال توفرت، فهي غالية على جيوبكم وعلى قلوبهم!، وقوموا بتعليم أبنائكم في البيوت، (وبلاها المدارس)، ومن الأفضل ألا تتكاثروا أصلاً، وازرعوا الخضار على شرفات بيوتكم لتأكلوها، (وبلاها أحواض الزرائع والورود) التي بلا فائدة!، فبهذه الخطوات وحدها، تتخلصون من نهار المازوت الطويل الضيق الأنفاس، وإلا فاعذرونا، واعذروهم...