فائق اليوسف فائق اليوسف

التعليم المفتوح بين المطرقة والسندان

لقد جاء تمديد الفترة الزمنية لامتحانات التعليم النظامي، في الجامعات السورية عموماً على حساب امتحانات نظام التعليم المفتوح، الذي يعاني في الأصل من محدودية الفترة الزمنية، بالإضافة إلى أن ما تم من تمديد، جاء في المحصلة لصالح التعليم النظامي فقط، إذ قامت وزارة التعليم العالي باختصار مدة امتحانات التعليم المفتوح، لتضيق بذلك مدة الامتحانات. وتكمن المصيبة الأعظم، هنا، في أن هذه المشكلة، جاءت لتزيد الطين بلة، أي تزيد من مشاكل الطالب في التعليم المفتوح.

إن هذه العملية أثرت كثيراً على «نفسية» الطلاب،وأدّت بكثيرٍ منهم لحذف مقرّرات بعض«موادّهم» الدراسية، وهو حال الكثير من الطلبة في هذا الفصل الدراسي أو « الدورة الدراسية».
نعلم جيداً بأن نظام التعليم المفتوح في دمشق لم يخط ، بعد، خطوات جدية كأمثاله في بعض الجامعات «ومنها جامعة حمص مثلاً»، فما إن يتم تسجيل الطالب في جامعة البعث بحمص، حتى يتم بالتالي تسجيل مقررات الفصل الدراسي، استناداً إلى البرنامج الامتحاني، الذي يكون قد صدر مسبقاً، أثناء وقت التسجيل، لذا فالطالب في دمشق وكذلك في حلب، يكونان تحت رحمة القدر، وإذا توفق هذا الطالب في برنامجه الامتحاني، فإن مظاهر السعادة ستغمره، وما إن خالفه الحظّ، حتى يتشاءم لدرجة حذف مقررات، لا بل إن هذا التشاؤم يؤثر سلباً على «نفسية» الطالب ويحبطه، ويدفع به إلى نفسية محطمة، وإن هذا لا يقتصر فقط على البرنامج الذي قد يكون بداية التشاؤم، لأنه ما إن يأتي الطالب للتقدم إلى امتحاناته، فإن المصيبة تكون أكبر، حيث يفاجأ غالباً بمراقبين أشبه بـ«رجال الكاوبوي» أو العناتر، وأبطال بعض المسلسلات الشعبية، وعذراً من الكثير من المراقبين، ممن يصلحون لأن يكونوا قدوة ومثلاً في «الأخلاق والقانون واللباقة والرقيّ والإنسانية، والتحضّر»، ويتبين ذلك من حالة المراقب الذي حالما يدخل، ويرمي بأوراقه على الطاولة، ليقدّم نفسه، وكأنه يمنّ على الطالب بمجيئه الفريد والتاريخي، ومن ثم يشرع بتوجيه كلمات قاسية للطلاب، من شأنها أن تحبط قدراتهم، وتردع ثقتهم بالنفس. ومنهم من يصل به الحال، أحياناً، إلى توجيه كلمات بذيئة إلى الطالب كما أخبرني بذلك زميل لي يدرس في قسم «دراسات قانونية» بجامعة حلب، التعليم المفتوح، وهو يقدم امتحاناته في الحسكة، مؤكداً أن بعض المراقبين هناك يتعاملون معهم بقسوة كبرى، لكن السؤال هنا هو: من المسؤول عن كلّ هذا؟!
إن الطالب، أياً كان، ما إن يصل إلى هذا المستوى من التعليم، فهو يعي ما يحدث حوله، ويحزن لعجزه عن الردّ، ولاسيما في ظلّ انتشار السياسة الثأرية المعروفة لدى أوساط واسعة من المجتمع، نتيجة هيمنة ثقافة معروفة، وهو ما يخلق ردود فعل تجاه أولي الأمر في التعليم في سورية. وبالتالي تغدو الجامعة بمثابة شبح مخيف، بالنسبة إليه، وهو ما يدفع بالكثير من الطلبة لترك الدراسة، بأسف......!
بالتأكيد، إن شروط الرّاحة يجب أن تتوافر للطالب ليتمكّن من تجميع معلوماته وطاقاته ،لاجتياز الفحص، محققاً ما هو مطلوب منه، ولا يمكن لأحد أن يتجاوز الحدود مع الطالب، مادامت تتوافر فيه الشروط المطلوبة على صعيد الدرجات، أو ما يتعلق بتبرئة ذمته مالياً، فهو بالتالي كفؤ للدخول في هذا المجال التعليمي، أما إذا كان التعليم هنا، ينظر إليه من بعض كوادره الإدارية من خلال منظور دوني، فالأفضل إغلاقه، أو إيجاد مخرج للطلاب من الأزمة الحالية، وحلّ كل المعضلات، وكفى بالطلبة، وهم يطلقون صيحاتهم، وما من مجيب.........؟!