طلاب الجامعات.. والمزاودون..
ليست المظاهرات الوطنية شيئاً جديداً على الشعب السوري، بل هي وسيلة لطالما استخدمها في سبيل حرية بلاده تارةً، ودفاعاً عن لقمته ومصالحه الطبقية تارة أخرى، فهي جزء من الذاكرة النضالية السورية، ولطالما غصت شوارع دمشق وبقية المحافظات بالعديد منها في مختلف المراحل والمناسبات.. وكانت بحق تعبيراً شعبياً، عفوياً أو منظماً، يحمل كلمة الناس ومطالبهم واحتجاجهم..
لذلك فإن الغريب الذي يستدعي الاستهجان، هو تلك الطريقة المتخلفة التي يمارسها البعض هذه الأيام في تعاطيه مع هذه المظاهرات والمسيرات.
ففي المسيرة التي تلت العدوان الأمريكي على منطقة البوكمال، عمد البعض إلى الإساءة للحماس الوطني للطلاب في أكثر من موقع، ففي إحدى الكليات على سبيل المثال، وقف الوكيل الإداري حاملاً مسطرة كالتي تستخدم ضد الأطفال في مدارس التعليم الأساسي، وراح يصرخ ويهدد الطلاب: «من لا يذهب إلى المظاهرة سيحبس في الكلية حتى تنتهي المظاهرة»!! مما جعل الطلاب يتساءلون: «أبحجة الكرامة تهدر الكرامة»؟!
وفي المناسبة نفسها، ولكن في كلية أخرى، خرج «جلالة» العميد بذاته ليقول للطلاب بكل لطف: «يا حمير.. اطلعوا عالباص»..
ناهيك عن الأساليب المتخلفة واللغة النابية التهديدية التي يتبعها مسؤولو الوحدات في المدينة الجامعية في كل مناسبة مشابهة..
لسان حال الطلاب يقول: «نحن وطنيون أكثر من المدعين والمزاودين.. ونحن أصحاب كرامة ومعنيون بهذا الوطن ولا نريد أن يزاود أحد علينا.. وليقلع المنافقون عن نفاقهم»..