جرمانا: معاناة متعددة الأوجه
أهالي منطقة جرمانا يعانون من تدهور الواقع الخدمي، بالإضافة إلى عدم التجاوب مع المتطلبات الحياتية والخدمية من قبل الجهات الرسمية.
ارتفعت أعداد القاطنين بمنطقة جرمانا مع ازدياد أعداد النازحين إليها من المناطق المجاورة والبعيدة، ما أدى إلى تدهور الخدمات، وخاصة الكهرباء والماء والصحة والطرقات، حيث ازداد الاكتظاظ السكاني، وازدادت معه معدلات الاستهلاك والاهتلاك لهذه الخدمات، حتى وصلت لمرحلة التداعي حد التوقف.
تعطل الأجهزة الكهربائية
أشار بعض الأهالي مثلاً، إلى أن مشكلة الكهرباء لم تعد مقتصرة على ساعات التقنين وطول مدتها، بل تعدتها إلى التقطع أثناء الوصل المحدود، ناهيك عن عدم ثبات تردد التيار الكهربائي، ما تسبب بأعطال لبعض الأدوات الكهربائية، وما يتبع ذلك من معاناة، وخاصة على مستوى تكاليف الإصلاح المرتفعة، أو تأمين البدائل بظل ارتفاعات الأسعار الكبيرة التي طالت الأجهزة الكهربائية.
المشكلة بحسب أصحاب الحل والربط لدى مركز الطوارئ هو زيادة الأحمال، بنتيجة التعديات الكبيرة غير المشروعة على الشبكة، وخروج بعض مراكز التحويل عن الخدمة، وذلك حسب ما ورد عبر إحدى وسائل الإعلام.
عبثية الاستجرار غير المشروع
مع العلم أن زيادة الأحمال المرتبطة بزيادة الاستهلاك، هي نتيجة طبيعية لزيادة أعداد السكان، ولم يأت بشكل فجائي، بل إن ذلك تم بشكل تدريجي خلال سني الحرب والأزمة، بشكل خاص، وبالتالي من المفترض أن يؤخذ هذا الجانب بعين الاعتبار على مستوى تأمين هذه الخدمة، طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن مشكلة مراقبة الاستجرار غير المشروع تقع على عاتق العاملين بقطاع الكهرباء، ومن غير المنطقي تحميل المواطنين سلبيات عبثية الاستجرار غير المشروع وتراخي عناصر الرقابة «المؤتمنين» افتراضاً.
طريق رئيسي مهمل
مشكلة أخرى طرحها بعض الأهالي متعلقة بطريق النسيم، الذي يعتبر أحد مداخل المدينة من ناحية المليحة باتجاه حي التربة، حيث ما زال هذا الطريق، الممتد إلى مسافة بحدود 1.5 كم تقريباً، محفراً منذ بداية الحرب والأزمة وحتى تاريخه، علماً أنه من الطرق الرئيسية للدخول للمدينة، ولم تعمد المحافظة أو البلدية على ترميمه أو إصلاحه طيلة هذه المدة، وقد أصبح بحاجة إلى قميص زفتي كامل.
أزمة مواصلات بساعات الذروة
آخر ما تم عرضه من معاناة في جرمانا له علاقة بوسائط النقل، وخاصة باصات النقل الداخلي، حيث لا يوجد تنسيق بين الخطوط العاملة من وإلى المدينة، فعند الاكتظاظ بساعات الذروة مثلاً؛ تجد هناك عدة باصات متوقفة تحت جسر الرئيس، بالمقابل يكون هناك ازدحام شديد في باب توما للمواطنين الراغبين بالوصول إلى جرمانا، وهكذا..
غيض من فيض
أمثلة المعاناة سابقة الذكر هي غيض من فيض على ألسنة القاطنين في جرمانا، وهي ليست وليدة اللحظة أو نتيجة عابرة ومؤقتة، بل أصبح بعضها مزمناً بظل التراخي من قبل الجهات الرسمية صاحبة العلاقة، مع تفشي الواسطة والمحسوبية في معالجة بعض جوانب هذه المعاناة، لهذا أو ذاك من المحسوبين أو المتنفذين، أو عن طريق بدلات الخدمة «الرشاوى» التي أصبحت شبه سائدة عند تقديم الخدمات ومتابعتها.
تأمين الخدمات ليس بوارد أن يكون منةً من الجهات الرسمية تجاه المواطنين، بل هي واجب ومسؤولية عليها، كما أنها حق للمواطنين واجب الحفاظ عليه وصيانته.
فإلى متى هذه اللامبالاة والاستهتار بحق الأهالي بخدمات جيدة، دون مِنّةٍ ومحسوبية وواسطة وعمولات ورشاوى وغيرها؟!.