عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

أحسن شي.. الحبس!!

قال أحد أفراد الشلة المجتمعين:

ـ ذاب الثلج وبان المرج، منذ مطلع شهر تموز تضاعفت أجور النقل الداخلي للباصات. عقب آخر:

ـ حبيبي هذا أول الرقص، لأن اقتصاد السوق الاجتماعي الخلبي، راح يغرقنا بويلاتو. قال غيره:

ـ لا اجتماعي ولا بلوك، وزير الاقتصاد والتجارة د. عامر لطفي نزع هذه الصفة عنه وعن أوهام الناس، عندما أعلن صراحة بأن علاقة الحكومة مع البنك الدولي، تأخذ خطاً تصاعدياً إيجابياً، وهو البنك الذي شجع وبارك خصخصة القطاع العام ورفع الدعم في سورية، سأل أحدهم:

ـ هل رفع الدعم سيطال مواداً وميادين كثيرة؟

ـ القائمة طويلة عريضة تضمن جميع المواد والميادين المدعومة، تبدأ بالمشتقات النفطية وكل ما له علاقة بها، من مواصلات وتدفئة ومنتجات زراعية، إلى الخبز والرز والسكر، بالإضافة إلى الصحة والتربية والتعليم والماء والكهرباء وبعض الخدمات.. قاطعه:

ـ هذا يكفي، وما حجة الحكومة في إفقار الشعب عن سابق قصد وتصميم؟

ـ حجتها أن الدعم يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة، وأن المشتقات النفطية تهرب إلى البلدان المجاورة لتدني أسعارها عندنا.

ـ عجيب غريب. هل تعجز الحكومة عن مكافحة التهريب، في الوقت الذي تراقب أجهزتها أنفاس الناس وتحركاتهم وسكتاتهم؟ أم أنه يدخل في باب إغماض العين وجبر الخواطر؟! لو أن الحكومة رفعت الدعم عن الفاسدين الذين سلبوا ونهبوا القطاع العام وخيرات البلد، وحاسبت وعاقبت أغنياء الغفلة على مبدأ من أين لك هذا،  لملأت خزينة الدولة مبالغ بأضعاف ما تتكبده من دعم المواد والميادين الضرورية لحياة الشعب، ولكانت استقامت كل أمور الشعب والبلد.

ـ أخي.. إن الحكومة مصممة على تنفيذ اقتصاد السوق الليبرالي، لأن تضخم أرباح ورساميل البورجوازيتين البيروقراطية والطفيلية، القابضتين على زمام اقتصاد البلد، يقود إلى ذلك، حتى لو انتهك الدستور الذي تنص مادة منه على أن اقتصاد البلد اشتراكي، طالما لا تجد رادعاً شعبياً أمامها.

ـ ثمة مفارقة لا أفهمها: ما موقف حزب البعث العربي الاشتراكي من هذه التحولات، التي تضرب إنجازات هامة، حققتها القوى التقدمية تحت قيادته؟ وهل سيحتفظ بالاسم نفسه المقرون بالاشتراكية؟

ـ ... قال أحدهم:

ـ هذا يعني أن وضعنا المعاشي سيتدهور أكثر مما هو عليه، وأن تصريحات ووعود المسؤولين بالمن والسلوى، وإن قرارات مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي، برفع مستوى معيشة الشعب، تحولت  إلى كلام ليل.. فأي مصير تعيس ينتظرنا؟ قال آخر:

ـ إن الحل الذي أراه، هو أن أقوم أنا وزوجتي وأولادي بمظاهرة ضد الدعم كي نسجن، فنؤمن بذلك الحصول على المواد الغذائية، التي تبقينا على قيد الحياة. احتج غيره:

ـ هذا حل فردي غير ناجح. قال آخرون:

ـ أنا أيضاً.. أنا أيضاً.. أنا أيضاً.. أنا.. صاح آخرهم:

يالله شو غاويين حبوس