لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك فحل في أوروبا

يعتقد الذكور في بلادنا أنهم مستهدفون دائماً من قبل جهات معادية، وهم يعتبرون أن فحولتهم تثير مخاوف الغرب.. وأحياناً الشرق أيضاً.. بل إن معظم الذكور عندنا يعتقدون أنهم إذا ذهبوا إلى الغرب فإن سيرتمين في أحضانهم بسبب فحولتهم والضعف الجنسي الذي يعاني منه الرجال في الغرب كما يعتقدون.

وهكذا فإن الإشاعات عن وجود دخان أجنبي مهرب من ماركة معينة يسبب العقم عند الرجال، هي حقائق وليست إشاعات يخترعها المهربون أنفسهم لمحاربة نوع معين رائج من الدخان، كما أن الدول الغربية لا تعطي الفيزا لشبابنا بسبب فحولتهم الزائدة، وبالتالي فإنهم سيقضون على مستقبل الشباب الغربي، وكل هذا لإرضاء الذات عندنا بأننا نملك أشياء لا يمتلكها أحد غيرنا. وآخر الحروب ضد الفحولة (بتاعتنا)، كانت حزامات العفة التي ما إن يضع الفحل حزاماً منها على خصره حتى يصاب بالضعف الجنسي والعقم، وبدأت التحاليل يا أبو شريك، فهناك من قال إنها جاءتنا من الغرب لإضعاف ذريتنا وقطع نسلنا، ومنهم من أكد أنها من صنع إسرائيل التي تحسد رجالنا على قواهم غير الطبيعية، وأما الأذكى والأشد اطلاعاً فقد قرروا أنها من فائض ما تستخدمه الحكومة الصينية ضد شعبها (المليار) كي لا يتكاثر. وبالطبع فإن النساء اعتبرن أن هذه الحرب هي حرب ضدهن تحديداً وكالعادة، كي ينصرف رجالهن عنهن مرغمين، بينما اعتبر العاملون في مجالات تسويق الهوى أن هذه الحملة ضد تجارتهم التي كانت ومازالت محاربة عبر العصور، وقد صرحوا بهذا علنا على ألسنة مندوبي مبيعاتهم المنتشرين في المرجة.

وعلى اعتبار أن الفياغرا لم تجد لها سوقاً بسبب عدم الحاجة إليها أصلاً، فإن الأنظار تتجه نحو مسوقي الحبة الزرقاء على أنهم أدخلوا أحزمة العفة إلى بلادنا كي يذلوا التعنت الفحولي عندنا ويطلبوا المفاوضات معهم بشروط مذلة أيضاً.

ومن جهة أخرى، يحتج المديرون الذين تتولى سكرتيراتهم الحكم في مديرياتهم أن هذه الحرب هي ضدهم شخصياً، كي يقرفوهم من السكرتيرات بسبب عدم لزومهن أصلاً بعد أن يفعل حزام العفة فعله في المديرين، فيضطرون إلى حكم مديرياتهم بأنفسهم، هذا إذا لم يتم تسليمها إلى مديري مكاتبهم الذكور غير المحاطين بأحزمة العفة، إلا أن المستفيدين الوحيدين من هذه الأحزمة هؤلاء الذين يتعاطون الفياغرا دون جدوى أيضاً، فهم يدخلون إلى زوجاتهم منزعجين وغاضبين ويقولون، أرأيت ماذا فعلوا بنا.؟!.. ثم يعقبون كلامهم بعد لحظات الفشل المريعة في الغرفة اللازوردية: والله ما في بالعادة يخرب بيتهم على هالحزام؟!..

وعلى اعتبار أنني في باريس الآن فقد تذكرت هذه الأساطير، وأحب أن أقول لكم إن أخوكم في ضيق وعفوكم واسع، وإنو مافي شي من هالحكي بنوب بنوب، وعائد إلى الوطن.

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 21:29