دلالات استفهام ...هل يستطيع الميت أن يحمل ميتاً؟!
لماذا نشيح بأبصارنا عن حقائق نعيشها يومياً؟ تُستهلك فيها أعصابنا وتُشتت أفكارنا. وخاصة أن ميزتنا في عدم قبولنا للصراع الإنساني الذاتي في سبيل الرأي والرأي الآخر...
كلنا شركاء بالوطن، نحن أبناؤه ونسيج بنيانه، ونحمل رايته الحرة، ويحق لنا التساؤل والاستفهام من خلال ذلك:
- لماذا: يتدهور الوضع الاقتصادي للمواطن؛ الأمر الذي يعني بوضوح أن الفقير يزداد فقراً، والجائع جوعاً، والغني والمحتكر يتفنن باختراع الأساليب ليزداد جشعاً وغنىً؟
- لماذا: نعتني بالفنادق الضخمة والملاهي الليلية، والبناء والحجر وننسى الإنسانية والبشر؟
- لماذا: تخسر الشركات العامة دائماً، بينما الشركات الخاصة تربح دائماً؟
- لماذا: تصل نسبة تلوث الهواء والبيئة مئات بالمائة، والمواصلات والطرق مشكلة المشاكل؟
- لماذا: تصل نسبة صلاحية مياه الشرب في أغلب المحافظات 1.1% أو 0.9%؟
- لماذا: لا يوجد طعم لكل الأطعمة التي نتناولها سوى طعم الغش؟
- لماذا: زادت إحصائية أمراض السرطان وغيرها، وخاصة في كنف الطب التجاري؟
- لماذا: يعقب، وغالباً يسبق، كل زيادة للأجور و الرواتب زيادة بالأسعار؟
وفوق هذا كله، قدرنا في سورية أن نكون عرباً أحراراً، ولا نقبل غير ذلك. ولكن السؤال: لماذا لا يكون كل شيء مدروساً، دراسةً تخصصيةً نابعةً من مصلحة الوطن والمواطن؟ فهل يستطيع الميت أن يحمل ميتاً؟!.
في جرمانا، التي تكاد مساحتها الصغيرة تماثل مساحة حي كبير في مدينة دمشق، ولكن عدد سكانها الآن أصبح يفوق كل تصور، وكل المساحات، وهو يزداد يومياً، حيث أصبح حلم المواطن السوري أن يستأجر بيتاً له ولأولاده، فكيف إذا تجرأ وفكر في شراء بيت، لتنطبق عليه صفة المواطنة التي نعيشها!!.
لقد أصبحنا نشتري الماء يومياً، للغسيل وللاستخدام اليومي ؛ وقد كنا، وما زلنا، نشتري الماء الصالح للشرب. وزد على ذلك غلاء أسعار المواد الغذائية، وكل السلع التي يحتاجها المواطن.
كيف يفكر؟! أو يعيش، هذا المواطن الذي هو بالأساس يعيش حياته منبطحاً ومقاوماً حتى آخر الشهر؟
دعونا، وادعونا، لنتشارك ونتقاسم الألم والفرح معاً؛ لأن كل الناس في هذا الوطن، مواطنون. فنحن نعيش في بلد قوي، بموارده وخيراته وناسه، ومع ذلك، يستمر تيار الحياة في الجريان عكساً، بإصرار وعناد، يحمل معه حب الوطن.
■ مزيد نرش