عبد الله  جمال سميسم عبد الله جمال سميسم

داريا مدينة بلا خدمات والقمامة تملأ شوارعها الواسعة

بالرغم من عدد سكانها الكبير نسبياً واتساع مساحتها إلا أن القائمين على مجلس بلدية داريا شعارهم (التطنيش واللامبالاة)..) حيث أن الطرقات والشوارع فيها متسعة، مما يجعل تقديم الخدمات لأهالي داريا وقاطنيها من الأمور اليسيرة في حال توفرت النية لذلك. لكن الحقيقة أن داريا تفتقر لكثير من الخدمات الضرورية التي يحتاجها الأهالي لسكنهم ومعيشتهم....

القمامة عنوان شوارعها...

إن وجود القمامة في الشوارع وفي زوايا الأبنية وعلى الأرصفة، أصبح من الأمور العادية والتقليدية لدى بلدية داريا، ليس ذلك فحسب، بل هناك نقص في مكبات القمامة حيث أن القمامة التي تفيض من هذه الحاويات تصل أحياناً إلى منتصف الشارع وترى الذباب والحشرات تملأ المنطقة...
في جولتنا الميدانية في داريا التقينا ببعض السكان وبعض أهالي داريا.
- السيد أبو يامن مراد، والسيدة سارة ابراهيم اللذان يقطنان شارع جامع العباس، وهو شارع رئيسي في داريا، يقولان إنه لا توجد حاوية أو مكب للنفايات في شارعهم الرئيسي، إذ كانت هناك حاوية وحيدة في هذا الشارع إلا أن بلدية داريا ألغت هذه الحاوية، وأصبح هذا الشارع دون مكب للقمامة، وأضافا أن مكان الحاوية وضع فيه حوضان من الورد، ودهن الحائط باللون الأصفر ووضع باب وهمي، وأن وراء هذا الحائط والباب خرابة وقالوا إن صاحب هذه الخرابة تواطأ مع موظفي البلدية لإلغاء هذه الحاوية من أمام كشكه المخالف الذي تم بناؤه منذ فترة قريبة، وأضافا بأنه أصبح التخلص من القمامة يحتاج لمغافلة الجيران لبعضهم، وأن البلدية لم تكترث لشكاوي الأهالي ولم تحاول إيجاد مكب تضعه في هذا الشارع الرئيسي...
شوارع داريا اختبار تحمل للسيارات
- السيد براء خولاني أوضح أنه نادم على شراء سيارته الحديثة لأنها قد تخلخلت من جراء هذه الطرقات والشوارع (الله يسامح يلي كان السبب)، وأضاف بأنه لا يوجد أي شارع في داريا إلا وحفرت فيه بلدية داريا بحجة المياه والكهرباء و... وحين الانتهاء بالسلامة لا يعبّد الشارع تعبيداً كاملاً، وإنما يرقع ترقيعاً، وإن لم يرقّعوا بالزفت يطمرون ما حفروه بالرمل والبحص فقط!!. وأضاف أن الغبار الناتج عن الرمال والبحص لا يطاق وأن الغبرة أصبحت تدخل إلى بيوتنا وإلى قلب البراد الموجود في المنزل...
أما بالنسبة لموضوع المياه فهو الشغل الشاغل لأهالي داريا حيث أنهم ينتظرون مجيء المياه بفارغ الصبر.. فالسيد مصطفى الشاش الذي يسكن في شارع الشبيبة قال: «إن المياه لا تصل لعندي إلا كل أسبوع مرة واحدة، ولمدة ساعة ونصف فقط. إن جاري في نفس المبنى تصله المياه 3 مرات بالأسبوع، وهناك عشوائية في وصول المياه لأهالي داريا، وأنا أدفع يومياً مبلغ /150/ ل.س لتعبئة خزاني الذي يتسع لـ/7براميل/، ومعظم أهالي داريا تدفع هذه المبالغ لصهاريج المياه المتجولة».. وأما عن مياه الشرب فأكد بأن مياه الشرب (أي مياه الفيجة) لا تصل إلى داريا إطلاقاً وأنهم يدفعون أيضاً ثمن هذه المياه ليشربوا..
أما عن موضوع الكهرباء فشكوى الأهالي من الانقطاع الدائم للكهرباء كثيرة بحيث ملّ الناس من الشكوى وضاقوا ذرعاً من عشوائية انقطاعها الذي قد يطول  في ضواحي داريا إلى حوالي (4 أو 5) ساعات ودون موعد منتظم، وأما في المناطق الرئيسية فقد يدوم الانقطاع لساعة أو ساعتين يومياً...
وبعد سماعنا لتلك الشكاوي من أهالي داريا التقينا رئيس مجلس بلدية داريا السيد عبدو خولاني الذي سألناه عن أهم المشكلات التي تواجهها البلدية في تقديم خدماتها لأهالي داريا؟ فأجاب:
«بالنسبة لمشكلة ترحيل القمامة، فإننا نواجه مشكلة في ترحيلها من داريا إلى المكب الرئيسي، حيث كان المكب الرئيسي خلف ملعب داريا وفي جديدة عرطوز، وأصبح الترحيل إلى مكب الغزلانية ومكب السبينة، وتم ذلك بقرار من محافظة ريف دمشق، وأدى ذلك إلى تراكم القمامة نتيجة بعد المسافات وبطء عملية الترحيل. نطالب بإيجاد مكب تجميع مؤقت بشكل يومي وقريب من داريا. لدينا مشكلة حقيقية في آليات البلدية حيث لدينا (6) سيارات كبيرة و (7) جرارات ومشكلتها أنها قليلة وقديمة جداً وأعطالها كثيرة ومكلفة، وهذا يؤدي إلى بطء واضح في موضوع ترحيل القمامة، كما لدينا مشكلة في نقص الحاويات حيث يوجد لدينا (300) حاوية في داريا وأجرينا ميزانية ومناقصة لجلب عدد أكبر من الحاويات..
المشكلة الأهم والأبرز التي تعاني منها بلديتنا هي عدم التنسيق بين مؤسسات المياه والكهرباء والهاتف وبين بلدية داريا، والمطلوب أن توضع خطط عمل نظامية من بداية العام وألا تتعارض هذه الخطط مع مشاريع البلدية..
وأما بالنسبة لوجود الحرفيين والمهنيين من بخاخين وحدادين في المناطق السكنية، فهذا يعيق عملنا ويسبب إزعاجاً للسكان. نطالب بإيجاد منطقة صناعية وحرفية لهؤلاء المهنيين، وأيضاً هناك مشكلة في نقص الكوادر الفنية الجيدة ونقص في عمال النظافة، ولا يوجد لدينا عمال للحدائق والمنتزهات.
فإذا كان رئيس البلدية يقدم كل هذه الشكاوى، فما عسى السكان والمواطنون العاديون يقولون؟؟ هذا غيض من فيض مما يحدث في بلدنا... فمن المسؤول عن كل هذا التردي؟؟؟