من يكذب على من؟

نشرت صحيفة الثورة في عددها الصادر بتاريخ 26/2/2008 في صفحة (شؤون محلية) خبراً تحت عنوان (إجراءات صارمة لمنع  انتشار التهاب الكبد الوبائي)، وجاء في سياق الخبر أن اجتماعاً عاجلاً عقده محافظ ريف دمشق مع عدد من المسؤولين في المحافظة (الصحة والتربية ومياه الشرب)، وشدد على معالجة المشكلة والإشراف على تنظيف خزانات المدارس.

كما جاء في الخبر أن السيد الدكتور مدير صحة ريف دمشق (حسن جبه جي) قال: إنه وبنتيجة للمتابعة الحثيثة من أجهزة المحافظة ومؤسسة المياه انحسرت عدد الإصابات بمرض التهاب الكبد (A) لدى طلاب المدارس في المنطقة المذكورة، وقد سجلت /7/ سبع إصابات مشيراً إلى وجود متابعة يومية من قبل الرقابة الصحية لتتأكد من وجود مادة (الكلور) ونظافة خزانات المياه في المدارس، ونوه أنه تم معالجة الحالات المصابة في مركز قطنا الصحي.

بالعودة إلى هذا الخبر، نجد أن السيد المحافظ عقد اجتماعاً عاجلاً لمعالجة جائحة دبت الذعر في مدينة (قطنا) على مدار الشهر الحالي.. أي أن اجتماع سيادته العاجل تم بعد ثلاثة أسابيع على الجائحة، و التفسير الوحيد هو أن السيد المحافظ لم يأخذ علماً بالجائحة التي أصابت أكبر مدن محافظته إلا منذ أيام قليلة، وتفشت في قرية (دروشا) حسب (الثورة أيضاً) منذ أيام وبثلاثة إصابات التهاب كبد وبائي.

المفاجأة الثانية في الخبر المنشور هو عدد الإصابات التي نوه عنها مدير صحة ريف دمشق، وهي سبع، وتمت معالجتها في مستوصف قطنا..

يبدو هذا الكلام مزاحاً سمجاً، ففي حديث لمديرة مستوصف قطنا أكدت أن عدد الإصابات التي تفشت في مدارس المدينة قد بلغ /188/ إصابة خلال أسبوعين.. أما مديرة مدرسة أمين أمين أكثر المدارس تضرراً فقد أكدت أن عدد الإصابات في مدرستها فقط، بلغ /40/ إصابة.

ترى من يكذب على من.. وإلى متى تبقى هذه العقليات تتحكم بمصائرنا؟ هل حقاً أن السيد المحافظ لا يعرف ما يدور في محافظته؟ إذاً هناك من يكذب على سيادته، وما المصلحة لدى مدير صحة ريف دمشق بإخفاء الحقيقة عن وباء لا يرحم، وينتقل بالعدوى لمجرد اللمس؟ ولماذا كل هذا الاستنفار إن كان الأمر بسيطاً؟؟.

أما من حيث الأسباب الرئيسية للوباء.. فهو تجمع مخالفات تسببت بلدية قطنا السابقة واللاحقة بزيادة عدد مخالفاته، ولم تؤمن له الصرف الصحي، ويحتوي هذا التجمع المخالف على /300/ حفرة فنية تصب أوساخها وترشح لرأس النبع، إضافة إلى بناء (الصيفي) الذي يتوضع بحفرته الفنية على نبع (التنور) الذي يصب في رأس النبع.. وهذه هي الحقيقة التي لا يريد سماعها أحد..

السيد محافظ ريف دمشق المحترم: لمصلحة من يكذب هؤلاء.. والحقيقة على الأرض واضحة.. وتحاليل مؤسسة مياه الشرب  تؤكد عدم صلاحية مناهل مدينة قطنا العامة والخاصة للشرب.. نرجو التحقق من قبلكم مباشرة وزيارة قطنا المنكوبة (باليرقان) وليس بـ/7/ إصابات فقط، لكن بمسؤولين دون ضمير.

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 11:01