طلاب كلية طب الأسنان: مناجم من ذهب!
يعتبر فرع طب الأسنان من الفروع الجامعية العالية التي يرغب الكثير من شبابنا بدخولها؛ ولكن هل يعلم طلابنا كم تكلف الدراسة في هذه الكلية على الرغم من أنها تتبع لجامعة حكومية؟
فإضافة إلى التكاليف التي يحتاجها طالبنا الجامعي من السكن والطعام ومصاريف الكتب والمراجع والاحتياجات الأخرى؛ يحتاج طالب هذه الكلية جميع الأدوات التي يستخدمها الطبيب في عيادته (باستثناء الكرسي)، التي ينبغي أن يشتريها على نفقته بأسعار خيالية، لأن هذه الأدوات تباع من متاجر خاصة يملكها قلائل من التجار الذين يتحكمون بالأسعار، ومعظم هذه الأدوات مستوردة وغير مصنعة وطنيا؛ وهكذا يتحول الطالب إلى منجم للربح السريع والفاحش بالنسبة لهؤلاء التجار.
والسؤال الذي يتردد إلى أذهاننا:
لماذا لا تؤمن الجامعة هذه الأدوات، أو على الأقل تبيعها للطالب بأسعارها الحقيقية؟
ومن المعلوم أيضا أن هناك ميزانية كبيرة تصرفها وزارة التعليم العالي لكليات طب الأسنان بهدف تأمين مواد العمل (مواد الحشو والطبع وغيرها)، إلا إن كلية طب الأسنان في جامعة تشرين تستثنى من ذلك فصلاً كاملاً، ويبقى الطلاب محرومين من هذه المواد، وما عليهم إلا الاستعانة بمخزونهم الذهبي ليشتروا هذه المواد الباهظة الثمن.
وهل ينتهي الأمر في جامعة تشرين هنا؟ كلا عزيزي الطالب! فما عليك في فصل الشتاء إلا أن تحمل مظلة داخل الكلية التي تغرقها الأمطار، فرغم أن كلية طب الأسنان تعتبر مستشفى يستقبل الزوار والمرضى، إلا أن الأمطار تمنع المتدربين من معالجتهم، وما إن تمطر الدنيا حتى تغرق الكراسي بمرضاها وأطبائها، وتجد نفسك عزيزي الطالب وسط بحيرة تزداد عمقاً واتساعاً، فيما بعض المعنيين يتنعمون بالجفاف والدفء؛ وكما يقول المثل: (يلي بياكل العصي مش متل يلي بيعدها)..
■ ريتا رزق إبراهيم
طالبة في السنة الخامسة كلية طب الأسنان جامعة (تشرين)