نداء من شيوعي (قيادي) سابق.. الوحدة .. محك حقيقي لمصداقية الشيوعيين السوريين

مع اقتراب الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، لابد من تكرار النداء من أجل التفكير وإعمال العقل بوضع انقسام الحزب المستمر منذ (35) سنة، ولم يعمل بعد ذلك الذين ساهموا في الانقسامات على لم شمله، فلا يزال يعيش في أجواء الانقسامات والتكتلات والولاءات لهذا وذاك، وتعيش أقسامه في حالة تخبط وأزمات، فيما أصبح القسم الأكبر من كوادره وأعضائه خارج جميع الفصائل، ومازال الكثيرون منهم محافظين على شيوعيتهم الحقيقية غير مرتبطين بمصالح خاصة أو استزلام لأحد، ويضغطون باستمرار للتلاقي والتوحيد.

إن هذه الذكرى اليوم وفي ظل هذه الظروف، يجب أن تدفع جميع الشيوعيين، وخاصة من هم من (القادة) أن يدركوا مسؤوليتهم ودورهم في واقع الانقسام ومدى مسؤوليتهم أيضا في الاستجابة لمطالب التلاقي ووحدة الحزب.

لقد كان لبعض قادة الحزب دور كبير في الانقسامات منذ الانقسام المميت عام (1972)، وتبعته الانقسامات اللاحقة. والغريب أنه بعد مضي (35) عاما فقد تأقلمت قيادات الفصائل مع الانقسامات، ولا يزالون في هذه الدوامة ويصرون على إحداث مراكز (أمناء عامين، لجان مركزية، مكاتب سياسية)، وبات من المعروف اليوم أن من أقدم على شق الحزب خاصة أصحاب المصالح من بعض (القادة)، فهو بالتأكيد لن يعمل على وحدته، ولم يعرف التاريخ وحدة قامت من فوق حيث سيخسر بعد ذلك القادة أصحاب المصالح والامتيازت مراكزهم ونفوذهم (بدلا من 3- 4- 5 من البطاركة أو المشايخ يحكمون ويتمتعون بالنفوذ سيكون هناك واحد فقط، ويخسر الباقون مراكزهم)، هذا معروف اليوم تماماً، ولكن ما هي مسؤولية السائرين في بعض القواعد؟ ولماذا يسهلون على هؤلاء (القادة) الانقسامات وتكريسها؟؟ لقد حان الوقت لدراسة ديالكتيك حالة (العابد والمعبود) و(الحاكم والمحكوم) ودور كل منهما في سند الآخر. إن مثل هذه العلاقة غير طبيعية في حزب شيوعي. إن قسما من المسؤولية تتحملها بعض القواعد المتبقية مع هؤلاء (القادة)..

قد يقال إن البعض قد وقعوا في مطبات الإغراءات والمناصب، ولكن بالتأكيد لا يمكن إغراء أو تضليل وخداع الجميع، إن الدعوى موجهة إلى هؤلاء الذين لا مصالح ضيقة لهم أن يتجهوا للعمل على تشكيل لجان قاعدية في البنى التحتية التي لن تبدأ الوحدة إلا منها، كما إن الدعوة موجهة (للقادة) ليتجاوبوا مع قواعدهم، وهذا محك لصدق شيوعيتهم. إن الواقع اليوم يقتضي العمل من تحت وعلى أسس تنظيمية جديدة كليا تختلف عن البنى الحالية للأقسام الشيوعية، كما ينبغي إعادة النظر بالتجربة والأفكار القديمة التي أثبت التاريخ فشلها، وأيضا قراءة جديدة لعمل الحزب ودوره خلال تاريخه الموحد والمقسم. ولذلك انطلاقا من هذه المناسبة أدعو جميع الشيوعيين، وأينما كانت مواقعهم، إلى اللقاء في مؤتمر وطني عام يؤسس لوحدة حقيقية للحزب، ولعل ذلك أفضل ما يمكن أن يقدمه الشيوعيون احتراما لذكرى تأسيس حزبهم، خاصة وأن الوطن اليوم في أشد وأبلغ الحاجة لحزب شيوعي  واحد يلعب دوره الحقيقي على كل المستويات.

• جرجس عيسى جرجس

(قيادي) سابق

في الحزب الشيوعي السوري