تعا... نحسبها...

حصة المواطن السوري اليومية من الفضلات هي 635 غ... منها 5% لدائن (بلاستيك)... وهذه النسب قابلة للارتفاع مع التزايد المتسارع لحصة اللدائن كحصة إجمالية من الاستخدامات اليومية... وهذا ما يمكن أن يتلمسه أي منا في مشاهداته اليومية... وبالحساب يعني أن حصة الفرد اليومية من اللدائن هي 31.75غ والسنوية هي:

31.75 غ × 365 يوم = 11588.8 غ

أي 11.6 كغ سنوياً... ومن المؤكد أن جزءاً كبيراً من هذه الكمية يعاد تدويره سنوياً في استخدامات صناعية مختلفة تخدم صناعات ذات استخدامات متنوعة، ولكن الأمر الأكثر حساسية أن هناك قسماً كبيراً من هذه اللدائن تنتهي في الطبيعة مؤدية لتلوث الهواء والماء والتراب كعناصر أساسية ومكوناتها كعناصر ثانوية...

التلوث في هذه الحالة ناتج أساساً عن مكونات اللدائن ذات البنيوية عالية الجزيئة، أما أضرارها فغير منتهية على كل من صحة الإنسان والنظام البيئي ecosystem، وخطورتها ناتجة عن جملة أسباب منها:

- صعوبة تحللها وتفكك بنيانها.

- طول الفترة الزمنية اللازمة لهذا التحلل والتي تستغرق عشرات السنين.

- المركبات الناتجة عن هذا التفكك والتحلل شديدة السمية وتأثيراتها على الصحة البشرية أمراض غالباً مستعصية.

 وآخر الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية - مشفى جون هوبكنز John Hopkins -أثبتت أن البلاستيك يحرر مادة الديوكسين Dioxin شديدة السمية للخلايا البشرية التي تسبب بدورها مرض السرطان وخاصة سرطان الثدي، والتي تتحرر من البلاستيك عند درجات حرارة مختلفة، ومن ظروف تحرر هذه المادة:

 1 - الاستخدام المباشر من الإنسان للحاويات وقوارير الماء البلاستيكية وغيرها من الأواني والأدوات الأخرى، حيث تتحرر مادة الديوكسين في ظروف الاستخدام المختلفة المرتبطة بتغيير درجة حرارة هذه الأواني من درجة التجمد إلى درجات الحرارة المستخدمة في المايكروويف..

2 - تتحرر هذه المادة في الطبيعة عند رمي البلاستيك في أماكن مختلفة أو في مكباتها العشوائية غير المضبوطة صحياً وبيئياً في أماكن مختلفة من بلادنا.

3 - البلاستيك المستخدم في الزراعة، أنابيب الري والأغطية البلاستيكية السوداء المستخدمة في زراعة الأنفاق للزراعات الصيفية، هذه المساحات تتجاوز 50 ألف متر مربع وسطياً للفلاح الواحد يعتمد الزراعة الصيفية، حيث يترك البلاستيك في الأرض عند انتهاء الموسم ويكون بذلك عرضة للعوامل الجوية المختلفة محررةً مادة الديوكسين في ظروف مناخية متغيرة بين تقلبات الفصول الأربعة التي ستنتقل إلى النبات في الدورة الزراعية اللاحقة ومنه إلى الإنسان الذي سيتناولها من خلال منتجات الأرض المحتوية على هذه السموم .

مخاطر متزايدة من تلوث البلاستيك ومكوناته كلما زادت كميته الملقاة في أحضان الطبيعة بطرق مباشرة أو غير مباشرة، زاد تركيز المواد السامة في هذا الوسط.

إن آليات الحل مفترضة ولكنها ممكنة وبسيطة تجعل هدفنا محققاً، وذلك من خلال تنظيف الحقول الزراعية من هذه الأغطية البلاستيكية في نهاية كل موسم، والتخلي تدريجياً عن البلاستيك في مختلف مناحي الحياة بسلوك فردي قراره ذاتي على أرض الواقع كأن نكتفي بأقل عدد ممكن من أكياس النايلون نضع فيها حاجاتنا اليومية أو الأسبوعية عند التسوق فالتخلي عن كيس واحد عندما تكون المادة المشتراة معلبة مثلاً يعني التخلي عن كل الأكياس التي سنستهلكها عند شراء هذه المادة في المرات القادمة وعلى مدار العام ...كذلك الأمر إذا استطعنا في كل تسوق من الاستغناء عن كيس واحد عند شراء ثلاث حاجيات نكون وفرنا على المنظومة البيئية وعلى مدار العام ثلث حصتنا السنوية من البلاستيك التي تعني وفراً كمياً قدره...

11.6 كغ سنوياً/شخص × 33% = 3.9 كغ /شخص

كل قطعة بلاستيك أو كيس نايلون للخضار أو الفواكه أو الحاجيات المختلفة، نوفر رميها في القمامة أو على طرف الطريق نفوت فرصة تحلله في منظومتنا البيئية التي ستنتج غذاءنا وشرابنا وكل منا يستطيع أن يوفر هذا البلاستيك على الطبيعة سواء بتقليل حصته المذكورة (11.6 كغ سنوياً ) أو بإيجاد البدائل النظيفة (الورق والكرتون) وبدوره يعني توفير معاناة أجيال قادمة لم نقدم لها إلا كل خراب ودمار لبيئة بات سلوكنا ضمنها خطراً على استمرارها...

واستمرارنا...