العصا لمن عصا
إلى الصديقة «قاسيون»، صديقة كل بيت، فيه من يصرخ بوجه الفساد، من يصرخ بوجه الظلم، من يصرخ للحق ولكرامة الوطن، ولكرامة المواطن.
القصة قصيرة جداً، وطويلة جداً، لأنها قصة أجيال، تتخرج من مدارسنا، قصة أجيال تتعلم في مدارسنا، قصص كوادر تدريس، عاطلة عن العمل، جداً.
في الشارع الآخر من حينا، يوجد مدرسة داعل الثامنة، فيها نقص شديد بالكادر التدريسي، وقد مضى على بداية العام الدراسي أكثر من شهر، وإلى الآن لم تعبأ الشواغر، والأولاد يلعبون، مرحين فرحين بغياب الكتاب والوظائف اليومية عنهم، ومدير المدرسة السيد (أيمن أبو زيد) مطنش.
تم تنسيق البرنامج الأسبوعي لتوزيعه على الطلاب، بتاريخ 23/9 في الدقائق العشر الأخيرة من الدوام.
شاهدت طفلاً خارجاً من المدرسة، يركض مسرعاً، وهو يبكي وينتحب بغصة ومرارة، وللفضول، سألته: ما السبب؟ قال وهو يبكي: إن المدير قد ضربه، عقوبة لأنه لم يحضر معه قيمة النشاط المدرسي. يا ليته ضربه لأنه لم يحضر وظائفه اليومية.
لم يحضر معه قيمة النشاط المدرسي، والشهر في ربعه الأخير، والراتب والذخيرة كلها قد استهلكت في الربع الأول، وما بين الربع الأول والأخير، يلزم رواتب ثلاثة شهور، لسد احتياجات الأكل والشرب والطبيب والدواء والحليب والسكر والشاي والمواصلات....الخ. فهل من باق؟ نعم، فالباقي كثير، ولكن في السالب، فالمعادلة من الدرجة الأولى، والباقي في المجهول، فهي مستحيلة الحل، لأن الناتج السالب، في جيب السالب، والسالب، هو من سلب مني الراتب، والراتب لا يقبل الحل إلا بعد استرداده من جيب السالب، والفاسد، فهل يرغب مدير المدرسة أن يأخذ النشاط المدرسي من السالب؟ فليطلبها ممن سلب منا الراتب وافسد مدارسنا وحياتنا.
استحلفكم بالله لمن العصا؟ للمفلس؟ أم للمطنش؟ أم للمفلس المطنش؟. أم للسالب والفساد، والله أنا في حيرة من هذا الأمر لمن العصا؟!!.
نعذر السيد مدير هذه المدرسة، لأن هذا الوقت ضيق بسبب ارتفاع الصادر وقلة الوارد، (ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني مستوى الدخل) ومازلنا ننتظر ما في الغيب، والطلبات كثيرة، والله العليم أن السواد الأعظم من المواطنين، مفلسون بعد النصف الأول من الشهر، والخوف مما في الغيب، أن تكون سياسة هذا المدير، تطفيش الطلاب من مدارسنا، وإجبارهم على اللجوء إلى المدارس الخاصة، مثل سياسة حكومتنا: تفليس وتجويع، ثم تطفيش المواطنين، للعمل خارج الوطن.
أخيراً: شكر خاص إلى بعض المدرسين والمدرسات في مدرسة داعل الثامنة، وكل مدارسنا، الذين يقدمون للطلاب دروسهم اليومية، بكل رحابة صدر، مع العلم أن مدير المدرسة مازال متمترساً في خندق التطنيش.
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا