وداعاً.. عصام الزعيم
وداعاً أيها الصديق العزيز على قلوب الكثيرين الذين عرفوك إنساناً وأستاذاً وباحثاً اقتصادياً ورئيساً لجمعية العلوم الاقتصادية..
غادرتنا مبكراً ونحن في أمس الحاجة إليك وإلى نظرائك، إلى روحك الوثابة، إلى انتمائك القوي الجذور لأمتك، إلى اعتزازك وثقتك بقدرة الإنسان العربي على العطاء والإبداع والابتكار، كنت متفائلاً بالغد المشرق الذي ستحققه سواعد العمال العرب، والأيدي الماهرة والعقول المفكرة العربية، رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها من تجزئة واحتلال لفلسطين وغزو للعراق ولبنان والصومال وظلم اجتماعي من رواتب متدنية جداً وأزمات سكن ونقل وتعليم، وغيرها الكثير. كنت مؤمناً بالاعتماد على الذات والتنمية المستقلة، بعيداً عن التنمية المبنية على التبعية الفكرية والاقتصادية والسياسية للغرب الاستعماري والمنظمات الدولية التابعة له مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.. الخ. للحرية ثمن باهظ، ويتطلب التحرر تضحيات جسام في الأرواح والجهد والوقت من أجل غد أفضل.
عرفتك صديقاً صدوقاً، تتجدد حياتك بلقاء الأصدقاء، يولد الحوار أفكاراً جديدة لديك ولديهم وتزدهر الحياة به، الصداقة نسغ الحياة لديك، كنت تتمنى أن يكون كل من حولك أصدقاء، وكنت تتألم عندما تكتشف أن زيداً من الناس لم يكن صادقاً.. أصبت مراراً بخيبة أمل مرة في العديد ممن عاشرت من الناس أو عملت معهم، بيد أن الابتسامة نادراً ما كانت تفارق وجهك على الرغم مما عانيته من آلام المرض، كنت صادقاً في تعاملك مع الآخرين، تقول وتعمل ما تؤمن به، كنت تعمل بشكل دؤوب صعب على من عمل معك محاكاتك، تقرأ وتكتب وتحلل وتنظم المحاضرات والندوات دونما كلل. كنت قادراً على الإصغاء للآخرين قدرتك على التكلم بلغة علمية دقيقة وأسلوب عربي جذل، كنت تحب الناس بكل جوارحك وقد أحبك الناس أيضاً، وبقيت تعمل حتى آخر يوم من حياتك، فألقيت عصا الترحال في دير الزور المحافظة النائية.
رحمة الله عليك.. نحن ماضون على الدرب الذي ساهمت بتعبيده، درب النضال من أجل وحدة الأمة العربية وتحررها، ومن أجل العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة لكل الناس.. رحمة الله عليك يا رفيق الدرب.
وكما قال الشاعر العربي:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام