موسم القمح يبدأ، والفلاحون قلقون؟!
لاشك أن أي إنتاج يحتاج إلى مستلزمات محددة، وتوفير هذه المستلزمات سيحقق مردوداً عالياً، كما يحتاج إلى تسهيلات كثيرة، وكسرٍ لقواعد الروتين التي لا تخدم المنتج، وأي تأخير سيصب في مصلحة الفاسدين والمفسدين، ومَن وراءهم من التجار، وغيرهم.
هذه المقدمة نسوقها للتذكير والتنبيه، وأيضاً للتحذير.
فقد بدأ موسم زراعة القمح، وبدأت معه معاناة الفلاح، ولعلنا نتذكر معاناته فيما أصابه في الموسم السابق، وللأسف، يتكرر كثير من جوانب هذه المعاناة، فمن المعروف أنه لابد من تسميد الأرض، مع البذار، بسماد اليوريا والترابي، والجمعيات الفلاحية تقوم بشراء هذا السماد، وتوزيعه على الفلاحين، أو يستجره المزارعون، بموجب رخصهم الزراعية، من المصرف الزراعي مباشرةً.
وأول المعاناة لهذا الموسم، أن الفلاحين ينتظرون حتى تستكمل الجمعيات الفلاحية تسجيل الأسماء وتسديد الثمن، حتى تستجره، وهذا يتطلب وقتاً وتأخيراً، خاصةً إن الفلاحين في دير الزور، يعانون من موجات الصقيع، وأي تأخير في البذار سيؤدي إلى موات الكثير منها، وتأخير إنتاش الباقي، بسبب هذه الموجات التي تهدد المواسم، وبالتالي تصبح النتائج معروفة. فلماذا لا تقوم الجمعيات الفلاحية، بتزويد الفلاح المنتسب، بكتاب لاستجرار جزء من الكمية مباشرةً، حتى لا يتأخر، ويضطر لشراء طن السماد من السوق السوداء بزيادة 3500 ل.س، أو أن تقوم الجمعية باستجرار السماد بما لديها من سيولة نقدية، وبيعه مباشرة للفلاح؟!
لقد خطت وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين، خطوة ايجابية، «بترخيص» سعر طن البذار من 16000 ل.س. إلى 12000 ل.س. وسمحت للفلاحين، بموجب كتاب من الجمعية، باستجرار ما يحتاجونه من البذار، مباشرة من مؤسسة إكثار البذار.
وهنا نتوجه بالسؤال إلى اتحاد الفلاحين، وإلى وزارة الزراعة: لماذا لا تطبق هذه الخطوة على السماد أيضاً؟! كي لا يلعب التجار والسماسرة لعبتهم ضد الفلاحين؟! نحن ننقل هذه الشكوى التي وردتنا من كثير من الفلاحين، وننتظر الاستجابة السريعة، لمصلحة الفلاحين، ولمصلحة الوطن.