البوكمال مجدداً: أنقذونا!

مرة أخرى نعود إلى موضوع المرور في البوكمال، مرة أخرى، نقف على هذه المعاناة المتنقلة، بفعل فاعل، والتي أصبحت شبه مستعصية، مرة أخرى نضع فيها النقاط فوق الحروف، وفي مكانها الصحيح، فليزعل من يزعل وليعتب من يعتب وليتوعد من يتوعد، فليس لنا مصلحة خاصة مهما كان نوعها، عند هذا أو ذاك، ولن يثنينا عن قول الحقيقة شيء وسنبقى ملتصقين بهذا الوطن، حتى الثمالة، ولآخر لحظة من العمر، وهكذا سنبقى، وليسمع من له أذنان، وليقرأ من له بصيرة يقرأ بها.

ففي الشارع العام يكاد المرء لا يجد له شبراً واحداً، كي يسير عليه، حيث تسير السيارات بالاتجاهين، وبسطات باعة الخضار والفواكه والدخان، تأخذ حيزاً كبيراً من مساحة الشارع، وسرافيس النقل الداخلي الكثيرة، والتي تعمل على خط واحد فقط، والتي لا يحلو لها التوقف إلا عند مفترق الطرق، لاصطياد الزبائن من الاتجاهات الأربعة، مما يعرقل السير عرقلة خانقة، وعلى مرأى من شرطة المرور، بلا خوفٍ ولا وجلٍ، هذه السرافيس التي يقودها شبابٌ أغلبهم لا يملكون إجازة سوق، والتي تكاد تبلغ أكثر من ستين سرفيساً، تحولت إلى ما يشبه الكازينوهات أو الملاهي الليلية، بأصوات مسجلاتها الصاخبة، وستائرها، وأبواقها التي لا مثيل لأصواتها، فحدث إن كنت تحدث، فلا حرج، فلا مجلس المدينة الجديد استطاع أن يعالج هذه الظاهرة، ولا شرطة المرور تتصدى لها، فأصبح المواطن بين المطرقة والسندان.

أما الأزمة الحاصلة في الساحة العامة، التي يشغلها باعة الخضار والفواكه، والتي تحولت إلى كراج للسيارات، تتحدى من يستطيع أن يمشي عشرة أمتار في ربع ساعة. وقد حاول مجلس المدينة إيجاد الحل ووجده، فجاءت المعارضة من الجهات الوصائية في المحافظة، لماذا؟ لا ندري. فأهل الأمر أدرى، ولنا عودة لهذا الموضوع بالتفصيل، بعد أن استكملنا جمع الوثائق التي تؤيد صحة ما نقول. فنحن هنا ننوه لهذا فقط، وسننشره في عدد قادم.

مما تقدم، نطالب بوضع حد لهذا الفلتان المروري، ونطالب لجنة السير بوضع الحلول المناسبة، ونطالب بلدية البوكمال أن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة، بالسرعة القصوى، ففي ذلك صونٌ لكرامة الوطن والمواطن.