التشبيح، ظاهرة فساد منظّم، وإجرام التشبيح!! هل هو مرض معدي؟ أم أنه ظاهرة تنشأ بحسب معطيات المنطقة؟
نزل، مؤخراً، إلى أسواق مدينة الرقة، فيلم بعنوان: «مافيا الرقة: أحمد العساف» وهو فيلم متداول على أجهزة الخلوي. يبين هذا الفيلم رجلاًً يهدد آخر، ويطلب منه خلع ملابسه، وهذا الأخير ينفذ تحت تهديد السلاح، أو شيءٍ من هذا القبيل, والمعتدي يأمره بعدم تقديم شكوى ضده لأجهزة الأمن، فيتعهد بأنه لن يشتكي لأنه، باللهجة الدارجة،«مانو قدّو».
وبعد الاستفسار عن القصة، وجدنا أن الشخص الذي تعرى بالكامل من ملابسه، حتى الداخلية منها، هو رئيس بلدية حمام التركمان, والشخص الذي هدده هو المدعو «أحمد العساف»، وهذا الأخير معروف بأنه مجرم من الدرجة الأولى، ويقال أنه قتل فيما مضى ضابطاً في الأمن.
والقصة بينهما، هي أن أحمد العساف أرسل إلى رئيس البلدية، امرأةً من طرفه تطلب بناء غرفةٍ مخالفة، فرفض رئيس البلدية طلبها، وقام بهدم الغرفة بعد أن شيدتها بدون أخذ الموافقة القانونية, فما كان من «أحمد العساف» إلا أن أوقف رئيس البلدية، وهو يقود سيارته، ومعه زوجته وأمه، وأنزله من السيارة، وطلب منه خلع ملابسه على الطريق العام، حسب الرواية، التي ترددت على لسان العامة، ولكن الشيء الأكيد، هو أن الفيلم موجود، وأبطاله هم المذكورة أسماؤهم، ويستطيع أي شخص الوصول إلى الفيلم، الذي هو من إخراج محلات أسامة، كما هو مبين في بداية الفيلم.
يقال أن رئيس البلدية على خطأ، والناس ترى «أحمد العساف» رجلاً شهماً، ومخلصاً لهم من ظلم المسؤولين. فهل يعقل أن يستنجد الناس بأمثال «أحمد العساف»؟
هل من العدل أن يهان ممثل رئيس البلدية بهذه الطريقة المذلة؟ ليس لشخصه فقط بل للدولة أيضاً، وذلك دون محاسبة للمعتدي!
لماذا تترك الأجهزة المختصة «أحمد العساف»، وهو مجرم، دون محاسبة؟ ألم تسمع بالقصة؟! أم أنها تتركه كحامٍ للمنطقة؟! أم أنها تخشاه؟!!!
وكما قلنا: فإن «أحمد العساف» قد قتل ضابطاً في الأمن، فهل نال جزاءه؟ أم أن هذه الرواية يتداولها أهل المنطقة من أجل وضع هالة حوله «كشبيح» من الدرجة الأولى؟ هل انتقل مرض التشبيح ليعدي أبناء محافظة الرقة؟
أسئلة تحتاج إلى الإجابة، ومن ثم البدء بالمعالجة، خصوصاً أننا سمعنا بإهانات مماثلة يوم انتخابات مجلس الشعب، من قبل «جماعة الراكان»، للمحافظ ولقائد شرطة المحافظة. لماذا تسمح الدولة بهذه الإهانات؟! أو حتى بهذه الأنواع من الشائعات؟!
ومن المسؤول عن ترويج هذه الشائعات، إذا كانت فعلاً خاطئة؟