حنمنم كهربائي في البوكمال

لا نعرف كيف ينسى بعض الناس أنهم أبناء هذا البلد، هذا الوطن، مجرد أن يستلم واحدهم وظيفة مسؤولة أو مهمة، فتراه متعالياً، متكبراً متجبراً على أبناء جلدته، وكأنه يقول: (يا أرض اشتدي ما حدا قدي)،

في الوقت الذي كنت ترى فيه هذا الإنسان نفسه متظاهراً أنه مسكينٌ مظلوم، وتكاد (القطة تأكل عشاءه)، أما بعد أن يستلم الوظيفة أو المنصب، فسرعان ما يكشر عن أنيابه، متحولاً إلى إنسان آخر، يبخس قدر هذا وذاك، وحتى المقربين من أهله، لكن أن يبخس قدر أهالي البوكمال وبشكل جماعي، والبالغ عددهم أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن، فهذا شيء لابد أن نتوقف عنده مطولاً!!

إن هذا ما قام به معاون المدير العام لشركة كهرباء ديرالزور، بحق أهالي البوكمال، فقد قال: «أنتم يا أهل البوكمال مثل الحنمنم».

في البداية لم يفهم من سمع منه هذه الكلمة أي معنى لها، لكن بعد الرجوع إلى القواميس والمعاجم، تبين أنها تعني حشرة «القرادة» التي تعلق على مؤخرة حيوان الماعز، فإذا كان هذا قدر أهالي البوكمال عنده، وهذه قيمتهم كبشر، فإنهم لابد سيقاضونه كي يرد لهم اعتبارهم وكرامتهم، التي هدرها.

إن هذا الاعتداء غير المسؤول على كرامة أهالي البوكمال، نضعه بيد الجهات الوصائية العليا في محافظة ديرالزور، ووزير الكهرباء بالذات، ونتساءل: هل مهمة معاون المدير العام إهانة الأهالي؟! وهل يحق له أن يتصرف كذلك؟! لا نعتقد.. لذلك نؤكد أن أهالي البوكمال سيقاضونه، ولا بد للقضاء أن يأخذ دوره، ويرد الحق لأصحابه، ولابد أن يعاقب المتفوهون بمثل هذه العبارات، وذلك صوناً لكرامة الوطن والمواطن، التي هي فوق كل اعتبار.

■ البوكمال - مراسل قاسيون