تعا... نحسبها... +،- ،× ، ÷ معايير متحولة للاختيار...
يكمن الهدف النظري الذي انطلقت منه هذه الزاوية بدايةً، في محاولات لضبط الواقع الاجتماعي الإنساني بكل مكوناته وتأثيراته، عبر تحويله لأحداث كمية لها مؤشراتها البسيطة ذات أبعاد نوعية، معبراً عنها بعناصر علمية حسابية مبسطة، لا تتجاوز في أعقد أحوالها، العمليات الأربع. مع محاولة لوضعها في الإطار الأبسط المتاح، لتكون بمتناول الراغب أولاً وإعطاء الحدث بعداً ملموساً في الحياة اليومية للقارئ ثانياً، وبالطبع دون إفقادها صفتي العلمية وسهولة التناول، وذلك عبر اختيار الموضوع أو الحدث الذي يعتبر من الموضوعات الواقعية الملحة، ثم ضبطه كمياً كخطوة ثانية، والعمل على تحويله، إلى حدث «رقم» مبسط يمكن مقارنته بما يعيشه الفرد، أو يلامس حياته اليومية ثالثاًً، «تحولات نوعية».
الواقعة أو هذا الحدث الذي لا نشعر بأهميته وحجمه عادةً، يدخل في كثير من الأحيان عاملاًً فاعلاً بطريقة مباشرة، في الحياة اليومية، بتكويناتها التفصيلية الصغيرة، وصولاً لمكوناتها الأساسية، «الاجتماعية, الاقتصادية, الفردية».
ومن جانب آخر فإن العوامل الأخرى التي دفعت في هذا الاتجاه الكمّي، هي سيادة الإعلام الوصفي السردي نموذجاً للحدث بجانبه الاجتماعي, الاقتصادي البيئي. وذلك على مستوى المنطقة العربية عامة وسورية خاصة. هذا الوصف الذي لا يلبي في كثير من جوانبه المتطلبات المتسارعة لوتائر التغيرات العالمية والمحلية، من حيث الأولويات والضرورات، وتأثيرها على البنية التكوينية للبلد.
أما الجانب الثالث، فيظهر في الفراغ المعلوموي (information)، في الحياة اليومية للأفراد الذي يسببه عادة غياب قدرة هؤلاء لتحصيل المعلومة بأدواتهم البسيطة من جهة، وغياب المصادر والمرجعيات المغذية لهذه المعلومات من جهة أخرى، ووضعها في مسارها الطبيعي بمتناول طالبها من جهة ثالثة، كالإعلام مثلاً، ما دفع ويدفع بزيادة الطلب، لسد الكثير من الحاجات المادية والمعنوية بأشكالها المختلفة، وصولاً لتكامل هذا الطلب المعلوموي وضرورته الملحة في القطاعات المختلفة المكونة للبلد، في الحدود الجغرافية الواحدة، المتداخلة مع المؤثرات الخارجية.
والجانب الذي لا يقل أهمية عمّا سبق، هو عامل الزمن ووتائره، حيث يفرض تسارعه وطبيعته المتغيرة على قطبي العلاقة الإعلامية، قارئ ـ كاتب، حالة توافقية لاستمرار تواصلهما، فيفرض على صاحب المادة تكثيفاً لمحتواها وعناصرها، وتبسيطاً لمكوناتها، دون الابتعاد عن الجوهر، وصولاً للقطب الثاني (القارئ)، الذي يفضل أن تكون المادة محركة لفضوله محققة أكبرَ قدرٍ من الفائدة، على المستوى الكمي والنوعي للمشكلة المطروحة في محيطه، مع حل مقنع إن أمكن.
إن تكثيف الخطوات السابقة، يوضح ويفسر المنحى الذي اعتمدته الزاوية في متابعة تطور الأحداث اليومية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية، وصولاً إلى نتائج كمية، يمكن من خلالها، عبر الإعلام كوسيلة، تحديد الحلول والرؤى من زاوية المراقب خارج حدود الحدث، ودائماً ضمن إطار المنظومة الاقتصادية والاجتماعية السائدة وتحولاتها .
هذه التفاصيل المعبَّر عنها بمجموعة من العوامل الثانوية الكمية، المهملة عادةً، لها حجم فاعل في حياتنا اليومية، وتشكل مجتمعة حصة لا يمكن تجاهلها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية الكلية. وبالتالي، لابد من الإضاءة عليها بداية، ثم إدخالها وإعطائها دوراً وجودياً، إذا ما أخذنا حصتها على المستوى الوطني بعين الاعتبار. والإجمالي الكمي الذي يمكن الوصول إليه على المستوى الاقتصادي هو مجموع ما نتج عن الحساب في كل حدث تضمنته الزاوية، في 29 مرة ظهرت فيها على صفحات قاسيون، موزعة بين مواضيع يمكن حسابها بطريقة مباشرة، وهي كمية بحتة، وبين أخرى لايمكن حسابها بطريقة مادية مباشرة، ولكن كان للرقم دور هام في تجسيد الحدث السياسي أو البيئي أو الاقتصادي أو التعليمي، وتفعيله في ذهن المتلقي نهايةً، وهي بذلك:
أولاً- أحداث يمكن حسابها مباشرة:
1- المساعدات المنزليات 295,125,500 دولاراً أمريكياً /سنة.
2- صنبور الماء 46,800,000 ل.س.
3- خزان واحد 100000 ل.س/سنة.
4- كهرباء لمخبر واحد 342.2 ألف ل.س/سنة.
5- التدخين السنوي 12,729,375 ل.س.
6- التشجير الحراجي 552,714,112 ل.س.
7- الكومبوست 316,220,800 ل.س/سنة .
8- الإشارة على تقاطع طرقي 6840000 ل.س.
9- أوكسجين الغابة 1512 مليار ل.س/سنة.
10- حفر التفتيش ما تسببه حفرة واحدة من أضرار يومية هو 5500 ل.س.
11- عاكسات الاتستراد 12,006,000ل.س.
12- تعريض شارع يتسبب بحوادث متكررة 130,000,000ل.س/سنة.
13- مساكن برزة 750 ل.س /يوم.
14- الكلفة الدورية لتزفيت الشوارع 1070 ل.س/م2 بينما الحجر ولمرة واحدة 850 ل.س 214( ألف دولار خلال عشر سنوات لـعشرة آلاف م2).
15- كلفة الناتجة عن رسوب الطلاب في الجامعة 945 مليون ل.س.
16- حجم اقتصاد الظل بسبب ارتفاع أسعار البنزين هو 3.94 مليار ل.س .
17- المازوت المدعوم لشركة(Duplen) بقيمة 1.205مليار ل.س.
18- الإنفاق على الصحون اللاقطة هو21,710,000,000ل.س.
الإجمالي الذي حسبته الزاوية في البعد المادي المباشر، هو مجموع ما سبق، والذي يساوي 572 مليون دولاراً، أي 28.6 مليار ل.س وهو ما يمكن السيطرة عليه والتحكم به، بأدوات كلفتها المقارنة تقترب من العدم.
ثانياً- أحداث لا يمكنك حسابها مادياً بطريقة مباشرة:
1 - استقطار الماء عن طريق المسطح الورقي في سورية 10,166,000 م3 ماء/يوم هواؤه مشبع بالرطوبة.
2 - مدة الدراسة الوسطية في قسم اللغة الانكليزية لمعظم الطلاب هي 7 سنوات على الأقل.
3 - حصة الأستاذ الجامعي من الطلاب 110 طالباً، لكل أستاذ في كلية الآداب بجامعة دمشق.
4 - فرص العمل المتاحة الناتجة عن الشواغر التي أحدثها التقاعد عند سن الـ الستين هي 35155 شاغراً.
5 - مشروع قانون يتضمن اقتطاع10% من الغرامات المحصلة من مخالفات قانون السير والمركبات، وصرفها للعاملين في مجال المرور، لتصبح حصة الشرطي الشهرية 39000 ل.س وما يترتب على ذلك.
6 - نسبة البطالة المعلنة 7.5% تعني للحساب الأكاديمي استثمارات بقيمة 625.5 مليار ل.س .
7 - كمية اللدائن التي نستطيع توفيرها على الصحة والبيئة، هي 11.6 كغ سنوياً، للشخص الواحد.
8 - الإعلان في معهد التخطيط أن العدد الأقصى لصفحات رسالة التخرج هي 40-60 صفحة، يجعلها حلقة بحث موسعة، عبر تفصيل المحتوى حسابياً.
9 - السكان والمساحة الجغرافية، المولدان الفعليان للناتج الإجمالي وحجمه النهائي، فيكون الناتج الإجمالي في سوريا بالمقارنة مع البلدان المجاورة: على أساس السكان، 87.01 مليار دولار. وعلى أساس المساحة هو 400 مليار دولار.
10 - الثروة ووتائر نموها لملياردير عربي.
11 - ما فقده العراق من طاقات بشرية خلال ربع قرن هو11.670 مليون.
والنتيجة، الإلمام «الإحاطة» بأكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بموضوعٍ ما، مطروحٍ في يومياتنا بالشكل الطارئ والمتوقع، ببعده الحالي والاستراتيجي، وإن أمكن الاستشرافي، مع محاولة لطرح الحلول الممكنة المتوفرة، بأساليب وأدوات مقدور عليها، عبر تجربة تكررت 29 مرةً، أملها أن تكون قد أصابت هدفاً، رسم عند انطلاقها، ولامست بعداً كان دائما في إطار«التخيل».
■ عيسى المهنا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.