الآغا يعود إلى «طريق تدمر»!

القصة نفسها تتكرر، مع تغير بسيط في المكان والزمان ونوع السكان، إنها قصة أحياء ومنازل الفقراء، الذين توحدوا بالفقر والهم والتوتر الدائم، والخوف من جرافات البلدية، تلك التي كانت ومازالت، الكابوس الدائم الجاثم على صدور فقراء الأحياء العشوائية، المنتشرة على جميع أطراف المدن السورية.

حكايتنا اليوم عن طريق تدمر القديم في حمص، والذي يضم على جانبيه مجموعات كبيرة من معامل البلوك والبلاط والرخام، ويُعتَبَر مكانَ عملٍ وسكنٍ، لأكثر من 4000 نسمة، من الرجال والنساء والأطفال، وهو اليوم مهدد بالهدم، والحجة توسيع طريق تدمر، وهذا حق والجميع يتمنون ذلك وموافقون عليه، لكن الخوف من أن يُراد الباطلُ من هذا الحق، فيكون مصير مجموعات كبيرة من السكان والعاملين في المعامل القائمة فيه، «وهم ينتمون إلى عشائر البدو السورية»، التشرد والبقاء دون سقف يقيهم حر الصيف وصقيع الشتاء.

ثم ماذا سيكون مصير الأطفال، ومعظمهم من طلاب المدارس، إذا تم الهدم؟ خاصة وأن ذويهم لا يملكون أي مكان للسكن غير الذي يأوون إليه الآن، ولا يملكون المال لتسجيلهم في مدارس خاصة أو الانتقال للعيش في مكان آخر؟؟

إن الأرض التي يسكنها هؤلاء الناس البسطاء، أكثرهم يملكها بسندات بيع نظامية وسندات تمليك، كما أن قسماً آخرَ منها مستأجرٌ من مالكيها الحقيقيين، ومشارٌ عليها «كمعامل للبلوك»، التي يعمل الجميع فيها، وهي المصدر الوحيد للعيش لهذه المجموعات من السكان..

ما يجري هناك أمر مريب، فقد ظهر مؤخراً أحد الإقطاعيين القدماء، وادعى أن هذه الأرض ملكٌ له ولأجداده القدماء، ولأنه قوي جداًَ وغني جداً، وله نفوذ كبير على بلدية حمص، ويقال إنه دفع الملايين لأصحاب النفوذ، تسعى البلدية لهدم كل ما أُنشئ على هذه الأرض، لتعود لهذا الإقطاعي، ولشركائه من الفاسدين والمتنفذين، ليقيموا عليها مشاريعهم المعولمة. وللأسف تقوم بلدية حمص بتنفيذ الهدم دون أي إنذار خطي وبشكل مفاجئ، وبمؤازرة قوى حفظ النظام مع التهديد بالهدم فوق الرؤوس إذا لم يخلوا المكان طوعاً!!

ولقد حاولنا، نحن المتضررين، تقديم عريضة موقعة من مجموعة كبيرة إلى السيد محافظ حمص للنظر بحالنا وتقديم الحل المناسب، وقدمنا شكوى إلى البلدية، وحاولنا الاتصال بمجموعة من نواب الشعب، ولكن لم يلبّ الدعوة سوى نائبٌ واحدٌ فقط، تعاطف معنا مشكوراً ووعدنا بفعل المستطاع.

إننا ننبه المسؤولين إلى أننا الآن في فصل الشتاء، ولا يوجد لدينا سكن بديل، وسيتشرد الناس، وسيكون مصير الأطفال في المدارس مجهولاً، ولا يوجد عمل نعيش منه، والعودة إلى البادية لم تعد ممكنة في هذا العصر المعولم! فكونوا على حذر منا أيها المفسدون!!..

• ملاحظة:

لا يوجد قرار استملاك لهذه المنطقة، وحجة الهدم هو التصوير الجوي لعام 2003، وكان القرار آنذاك، يمنع البناء بعد تاريخ التصوير، وللعلم فإن المباني المشادة جميعها من صفائح التوتياء والخفان والخيام!!

وفي الختام نطلب من المسؤولين أن يتركونا بحالنا، أو تأمين البديل إذا كانوا مصرين على إخلائنا.

■ عن السكان.. مراسل قاسيون

آخر تعديل على الإثنين, 29 آب/أغسطس 2016 13:35