وسيم الدهان وسيم الدهان

علي بابا و«الأربعون ل.س».. و«الحبّابون»!!

بعيداً عن ما تتناوله الصحف من اعتلاجات وندب ولطم وتناول فجٍّ للمأساة، تعالوا نتناول الموضوع من وجهة نظر مغايرة..

فقد منّت علينا الحكومة بزيادة سعر ليتر البنزين فيا أهلاً وسهلاً، والترحيب هنا نابع من القلب، إذ كيف لا نرحّب بما سيسرّع بإفقار الناس وزيادة همومهم وهو الحلّ الوحيد (على ما يبدو) لكي يستعيد هؤلاء شعورهم بالمسؤولية عمّا هم فيه من مساوئ وغبن وفاقة، فيرحلوا عن البلد، ليرتاحوا ويريحونا من (نقّهم)؟!

انتظرنا بفارغ الصبر أن تعمد الحكومة إلى رفع الأسعار، لكنّنا ما زلنا نشعر بالنقص في أدائها، فلو أنها أيضاً ترفع سعر الهواء (الملوث منه والنظيف) أو تسمح باستيراده أو احتكاره، وسنقبل به حتى لو كان مستعملاً، أو ماذا لو يبتكر أحد جهابذة الفريق الاقتصادي عدّاداً يركّبه المواطن في (مكان معين) لإحصاء عدد الليترات السائلة (الخارجة) من جسمه يومياً، ومن ثم يحاسب عليها بما يكفل جباية منصفة لضرائب النظافة مثلاً، وما العيب أو الغلط في ذلك؟! يا أخي.. الموارد قليلة، ويستحسن أن تكون اليد طويلة، أليس هذا عصر الابتكار والأفكار والانفتاح على الآخر والدعم بغير حساب؟!

إن المضحك المبكي في التصرف الأخير للحكومة كان خارج دوائرها وأدائها، ولعل أهم مؤشرات الضحك هي أن يرفع أحد المرتاحين (موبايله) ليسأل صديقه الواقف (وكله أدب) بانتظار رحمة السرافيس، قرب زحمة العرانيس: «قولتك بما إنو غلي البنزين، بيكونو رخّصو السّيارات أمّا لازم إستنّى لبكرى؟!» إن سؤالاً كهذا يدفع الواقف إلى السؤال المبكي الذي ملخصه: «إيمتى رح ننقبر على قامتنا ونخلص من هالعيشة، بهالبلد، يلي ما عادت إلنا؟!» فيكون الجواب: «عندما يدهسك أحد الهارعين إلى حرستا لاقتناص رخْص أسعار السيارات، خاصةً أولئك الذين لا يدفعون ثمن المحروقات التي يستهلكونها كما تفعل أنت.. وأنا.. والآخرون الحبّابون!»

ويبقى أن نذكّر الحبابين بأنّ (البنزين ما غلي لحالو هيك من عند الله)، و(مو بس البنزين يلي غلي يا غالي)، و(لازم تعرف إنو بعد البنزين رح يغلى المازوت والحبل عالجّرار، وأكيد ما عاد رح تحس حالك غالي يا غالي، فلا تكون كتير حباب، الله يرضى عليك، ولا تبقى تسمّعني كلمة رخص أو رخصو أو رخصت، لازم تنسى هاد المصدر اللغوي لأنو خلص، خلصنا بقى يا..)!!