مسلسل الأخطاء الطبية في المشافي الخاصة
لا يزال مسلسل الأخطاء الطبية في المشافي الخاصة مستمراً، رغم التطور والتقدم الكبير الذي حققه الطب في مختلف أرجاء العالم، وقد أصبحت هذه الأخطاء مرفوضة جملةً وتفصيلاً من العقل والضمير لاستهتارها الواضح بحياة المرضى في ظل ضعف دور الرقابة الصحية، وقصورها عن محاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء الفادحة.
إن يوم 8/9/2008 لم يكن يوماً عادياً في حياة الدكتورة مرام خلفة التي تعرضت لحادث سير في منطقة ركن الدين عند تجمع المدارس مقابل مجمع كفتارو، هذا الشارع الذي وضع فيه أكثر من مطب صناعي بالإضافة إلى الشارات الضوئية التي تطالب السائقين بتخفيف السرعة، بسبب الازدحام الكبير في الشارع أثناء دخول وخروج الطلاب من مدارسهم.
نقلت الدكتورة مرام البالغة من العمر (49) سنة إلى مشفى هشام سنان (المركز الطبي الحديث) بركن الدين بعد أن صدمها ميكروباص في الشارع المذكور، وبعد إجراء جميع الصور والفحوصات المخبرية والطبية المطلوبة أعلن أخصائي العظمية في المشفى الدكتور رائف ياسين أنها مصابة بكسر في الحوض، بالشعبة العانية اليسرى، والضلع السادس الأيسر، وتم علاجها على هذا الأساس، وأوصاها الأخصائي بعدم تحريك ساقها اليسرى، والاستلقاء على ظهرها لمدة شهر كامل. ورغم شكايتها من آلام في ساقها اليمنى وإعلامها الأخصائي بذلك، فقد كان هذا الأخير يقول لها أن ما تعانيه من آلام في ساقها اليمنى ناتج عن رض بسيط فقط، وأصر على تشخيصه طالباً منها بعد خمسة عشر يوماً من الحادث الاستلقاء على جانبها الأيمن السليم حسب رأيه، وبعد نهاية الشهر قامت المواطنة بتصوير حوضها في مركز شعاعي آخر للتأكد من الشفاء، وعرضت الصور على مختص آخر لأخذ رأيه. فجاء في التقرير الشعاعي أن الكسر في الجهة اليمنى وليس اليسرى!! وتأكدت المريضة من ذلك في عدة مراكز تصوير شعاعي أخرى، وعندها راجعت إدارة المشفى عن هذا الخطأ الطبي، وما كان سينجم عنه لو استمر، فاعترفت إدارة المستشفى بخطئها واعتذرت بكل بساطة وكأن المسألة مجرد مزحة طريفة!!
لقد عانت المواطنة مرام كثيراً من الآلام طوال أيام عديدة نتيجةً لهذا الخطأ، وكان من الممكن أن تصاب بعاهة مستديمة لو لم تنتبه له مبكراً، فمن كان سيعوضها في تلك الحالة؟
قاسيون تضع قصة هذه المواطنة برسم الجهات المعنية حتى لا تتكرر الحالة والمأساة مع مواطن آخر، فهل تصحو وزارة الصحة من غفوتها، وتضع حداً لما يجري، وتفرض رقابتها الصارمة على المشافي الخاصة، وتحقق العدالة نصرةً لسمعة الطب والأطباء في سورية.